بالعربي المشرمح: يفعلون ما لا يؤمنون به!
في عام 2007 بولاية تكساس الأميركية قرر أحد رجال الأعمال أن يفتح محلاً للخمور بجانب كنيسة، فاعترض أعضاء الكنيسة وأصبحوا كل ليلة يتوجهون بالصلاة والدعاء على الرجل، وفجأة حدثت عاصفة تسببت في إغلاق المحل، فاحتفل أعضاء الكنيسة بانتصار السماء واستجابة الرب لهم، أما صاحب الخمر فرفع دعوى قضائية ضد الكنيسة في المحكمة طالبها فيها بمليوني دولار كتعويض بسبب دعائهم عليه، في حين أنكرت الكنيسة، وأكدت أنه لا تأثير للصلاة والدعاء على مجريات الحياة، فنظر القاضي في الأمر وأثناء التصريح بالحكم قال: »لا أعرف كيف سأحكم في هذه القضية ولكن يبدو من الأوراق أن لدينا خماراً يؤمن بقوة الصلاة والدعاء ولدينا كنيسة لا تؤمن بها».هذي القصة تنطبق على واقعنا، فهناك الكثير من رجال الدين يقولون ويتصرفون بخلاف ما يؤمنون به في عقيدتهم، فيرون الربا والفساد والعبث بأموال الأمة إلا أنهم لا يتحدثون عنه ولا ينتقدونه، بل على العكس نراهم يسخّرون الآيات والأحاديث الدينية في محاربة المصلحين والمحاربين للفساد.
وتنطبق تلك القصة على نواب الأمة الذين يقسمون على المحافظة على المال العام والدستور وحرية الرأي إلا أنهم لا يؤمنون بالدستور ولا يطبقونه، بل يستغلونه لتحقيق مصالحهم الشخصية ولحماية المتنفذين والفاسدين من أصحاب القرار والنفوذ.يعني بالعربي المشرمح:رجال الدين ونواب الأمة وغيرهم يقومون بأفعال وأقوال بخلاف ما يؤمنون به وكأنهم يستخدمون ذلك لمصالحهم الضيقة على حساب عقيدتهم وإيمانهم وقسمهم، وهؤلاء هم أسلحة مؤسسة الفساد في مواجهة الإصلاحيين الوطنيين.