وجهة نظر: داخل السور وخارجه
![صالح غزال العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/500_1682523043.jpg)
عقلية الخوف أوجدت زاوية نظر وهمية عبر السنين كلما سعت الحكومة إلى حل حقيقي لقضية البدون التي لو حُلت لزاد التنوع المجتمعي الإيجابي الذي يضمن ثبات الخصوصية الاجتماعية للمجتمع الكويتي بالصورة القديمة نفسها التي كان سيسعى إليها جميع الكويتيين بكل تقسيماتهم الاجتماعية كمنطقة اجتماعية وسطى تستنقذهم من أزمات التيه الثقافي والتنافس الفئوي، وتوفر لهم المظلة الوطنية التي تضمن الهوية الخاصة للجميع.هذه العقلية التي قاومت القراءات الموضوعية لأزمات المجتمع لا تستوعب فحوى الانتقال إلى دولة ذات مؤسسات، وأن لهذه المؤسسات اختصاصاتها ووظائفها التي تقوم عليها شخصيتها الاعتبارية، وأن التزوير أو تجنيس البدون يجب أن يتم حسمهما بأسرع وقت لمصلحة الكويت كدولة ومجتمع، وأن الحل الوحيد لحسم الملفين الشائكين وبشكل يرضي الجميع هو تمكين القضاء من ممارسة سلطاته والفصل فيهما، وأن ما يقوله القضاء النزيه سيكون القول الفصل الذي يجب أن يرضى به الجميع لأنه سيخدم مدنية الدولة بمؤسساتها المهنية.وأما القول بضرورة سيادة الثقافة الاجتماعية القديمة من أجل الحفاظ على الهوية التاريخية للمجتمع فهي قضية أخرى مختلفة ومنطقية ومستحقة إذا تمت لمصلحة البناء الاجتماعي للدولة فقط، إذ سيكون ذلك ممكناً عبر بسط الثقافة القديمة على أساس أنها ثقافة وطنية دون المساس بالخصوصيات الاجتماعية للفئات الأخرى، خصوصا أن ذلك معمول به في الولايات المتحدة وكندا من تفوق الثقافة الأنجلوسكسونية المستمر وبقائها واجهة وهوية للمجتمع في الدولتين ينصهر فيها الكل تلقائياً ودون حرمان أو توجيه مع توافر ثقافة رديفة للأقليات، واستمرار الهجرات السنوية والتجنيس المستمر للمهاجرين.وقد يكون للحديث بقية.