التحدي العالمي الكبير
بدأ العالم بأسره في هذه الفترة يعيش مرحلة الانفتاح، وهي مرحلة جديدة في مواجهة فيروس «كوفيد-19» المنتشر عالميا، والذي لم يكتشف علاجه بعد حتى تاريخه، وهي المرحلة التالية لحالة «الإغلاق»، التي أوقفت حركة التنقل الدولية وداخل كل دولة، وتوقفت أغلب مراكز العمل والتعليم وكل ما يتصل بالتجمع الإنساني، وجميع مراكز التسوق باستثناء المتعلقة بالحاجات الأساسية، وإغلاق تام لجميع مظاهر الحياة الاجتماعية والتقارب، وحجر وعزل لأشخاص ومناطق وبلاد. مرحلة جديدة لم تتأتَّ نتيجة الضعف الاقتصادي أو تلاشي الانهيار الاقتصادي، حيث اقتصاد المستقبل الناجح يرتكز على الموارد البشرية، والموارد الطبيعية، وموارد التطور التكنولوجي بشكل موازٍ ومستمر ومتكامل ومتفاعل، ولا نتيجة فشل الإجراءات الوقائية في العزل الضروري في بدايات كل وباء تحاشيا لمخاطره ومعرفة التعامل الأمثل معه، ولا نتيجة لعجز الطب عن المواجهة، فغالبا ما يتطلب العلاج فترة زمنية وتجارب علمية تثبت نجاحه، ولكن جميعه ناجح في وقته؛ ومع أن كل ما سبق ضروري إلا أنه يمكن الاستمرار في الإغلاق، فالإنسان اجتماعي بطبعه لا ينعزل عن محيطة للأبد.
هي مرحلة تتطلب وتعتمد على مدى التزام الأفراد بمسؤولياتهم تجاه صحتهم الفردية وصحة مجتمعهم، ومدى وعيهم بضرورة تقيدهم المستمر بالضوابط الصحية العالمية والقواعد والإرشادات التي أضحت معلومة لدى الكبير والصغير، مرحلة تلقي بمسؤوليات والتزامات عملية، وعلمية، واقتصادية، واجتماعية مختلفة على كل فرد، وعلى الدول تجاه مواطنيها في كل بقاع العالم دون استثناء، ومزيد من التعاون الدولي في كل المجالات بهدف مصلحة المواطن (الإنسان)، ومن ثم الاقتصاد (وهو مقومات حياة الإنسان). مرحلة ليست صعبة أو يستحيل اجتيازها لكنها حاسمة، إما بفوز الإنسانية صحيا واقتصاديا، وإما خسران الإنسانية، بإفقادها حقوقها المقرة في جميع الديانات السماوية والقوانين الوضعية، وتأخرها الفعلي (باقتصادها) رغم استمرار التطور التكنولوجي.