حتى كورونا لم يكن بتلك العنصرية
العنصرية قادرة على تفتيت المجتمع وزرع الكراهية والحسد بين أفراد المجتمع ودمار الأوطان، فما يحدث في الآونة الأخيرة في الكويت شيء يحتم علينا أن نراجع ديننا وأخلاقنا وكيفية التعامل مع الإنسان دون تمييز.يدّعي البعض المثالية والأخلاق الحميدة لكن قلما تجد ذلك في تصرفاته القائمة على الطائفية أو المذهبية أو الفئوية، فعندما تشاجر أحد الأنصار مع أحد المهاجرين، وقال الأول يا للأنصار، وقال الآخر يا للمهاجرين ذم النبي، عليه الصلاة والسلام، هذا الموقف وقال: ما بالُ دعوى الجاهلية؟ ودعوها فإنها منتنة"، ورغم أن الدستور الكويتي في المادة (٢٩) ينص على أن "الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين"، فإن هؤلاء ضربوا بالدين والقانون والأخلاق عرض الحائط.
ووصلوا إلى أبعد من ذلك، حين قسموا فئات المجتمع إلى كويتي أصلي وكويتي (لفو)، ومن يتابع يجد أن العنصرية امتدت أيضاً إلى احتقار بعض الشعوب العربية، ووجدنا في وسائل التواصل الاجتماعي من يطالب بطرد جالية معينة من المجتمع قدمت للكويت الكثير من معلمين وأطباء، ولها إسهامات في التطور والعمران، وتركت بلدانها وتحملت عناء الغربة للبحث عن الرزق.أعلم بما لا يدعو للشك أن الطرح العنصري له أهدافه السياسية والاقتصادية، وأصحاب النفس العنصري هم المادة التي تغذي تلك الأهداف من رؤساء دول ووزراء وأعضاء برلمان ومشاهير وصلوا إلى ما هم عليه من خلال ذلك الطرح، وعلينا ألا نكون الوسيلة أو المادة التي تحقق أهدافهم.حتى فيروس كورونـا لم يكن بتلك العنصرية والتمييز فلم يفرق بين جنسية أو أخرى أو أسود أو أبيض، وما يحدث في بلد الحريات الأول أميركا من مظاهرات ودمار وتخريب هو نتيجة العنصرية، فحتى لو كانت تلك الدول بنظام عادل جداً، وحرية الرأي والتعبير فيها متاحة للجميع ومحاربة الفساد قائمة على مستوى عال جداً فالعنصرية وحدها قادرة على أن تهدم الدولـة وتجعلها، مثلما نشاهد، فوضى وتخريبا ودمارا.