أعلن قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، الجنرال فرانك ماكينزي، أن أكثر مناطق المنافسة العالمية بين واشطن وبكين، هي في الحقيقة منطقة عمليات القيادة الوسطى الأميركية، أي المنطقة الممتدة من الحدود مع روسيا في كازخستان مروراً بأفغانستان وباكستان وإيران، وصولا الى دول العالم العربي حتى مصر في القارة الإفريقية، والتي تعرف في بعض الأدبيات باسم «الشرق الأوسط الكبير».

وأشار ماكينزي الى أن التنافس بين القوى العالمية لا يحدث في الدول التي تم تعيينها بدقة كمناطق للعمليات، لكنه قال: «في الواقع، أود أن أجادل بأن إحدى أكثر مناطق المنافسة العالمية هي في الحقيقة منطقة عمليات القيادة الوسطى الأميركية، حيث نرى الصين تتحرك اقتصادياً الى هذه المنطقة، لأن حقيقة الأمر هي أن الصين تحصل على أكثر من 50 بالمئة من نفطها عبر مضيق هرمز». وتابع: «إضافة إلى ذلك، هناك كميات هائلة من المعادن وغيرها في المنطقة والتي تريد الصين الوصول إليها بالتأكيد، ويفضلون القيام بذلك تحت رعاية أمنية من طرف آخر».

Ad

وقارن ماكينزي روسيا بالصين، قائلاً: «أنا لست من الأشخاص الذين يقولون إن روسيا بارعة في لعب الشطرنج وترى 4 أو 5 أو 6 خطوات إلى الأمام. روسيا ليس لديها الموارد الاقتصادية لتأتي إلى المنطقة مثل الصين».

تصريحات ماكينزي تزامنت مع لقاء عقده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في هاواي مع يانغ جياشي، المسؤول الأول في الحزب الشيوعي المكلف السياسة الخارجية، خلال اجتماع أزمة لم يكن كافيا لتبديد التوتر الكبير بين أول دولتين عظميين في العالم.

وتخلل اجتماع أمس الأول، مؤشرات على مواجهة دبلوماسية مستمرة من دون هوادة على خلفية جدل حول إدارة الصين لفيروس «كورونا» المستجد.

وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانونا لمعاقبة مسؤولين صينيين متهمين بـ«الاعتقال الجماعي» للمسلمين الأويغور. وعلى الفور دانت بكين «الهجوم الشرير» وحذرت واشنطن من «عواقب».

وفي وقت سابق قبل استقبال ضيفه في هاواي، نشر بومبيو بيانا مشتركاً مع نظرائه في مجموعة السبع G7 «للطلب بحزم من الصين العودة» عن قانونها المثير للجدل حول الأمن القومي في هونغ كونغ الذي فاقم التوتر بين بكين وواشنطن في مايو.

وهي مبادرة من مجموعة السبع «ترفضها الصين بشدة»، كما أعلن يانغ جياشي في بيان لوزارة الخارجية الصينية.

والدليل على التوتر السائد بين واشنطن وبكين، عقد اللقاء الذي بدأ ليل الثلاثاء واستمر الأربعاء لمدة 7 ساعات، وعقد خلف الأبواب المغلقة بقاعدة هيكام الجوية في هونولولو بعيدا عن الإعلام.

والتقارير التي نشرت بالحد الأدنى في ختامه تترجم باللغة الدبلوماسية استمرار الخلافات.

وكتبت صحيفة «الشعب» الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم أن «الجانبين أكدا بوضوح مواقفهما وقررا مواصلة التواصل مشيرة إلى حوار بناء».

وأكد الجانب الأميركي أن «وزير الخارجية شدد على ضرورة التبادل بين الأمتين في علاقاتهما التجارية والأمنية والدبلوماسية، وشدد أيضا على الحاجة للشفافية التامة في مكافحة كورونا».

وتدهورت العلاقات الصينية ـــ الأميركية المتوترة أصلا بسبب الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي، أكثر مع تفشي «كورونا» الذي ظهر في ووهان الصينية نهاية 2019، عبر العالم، مما جعل الولايات المتحدة البلد الأثكر تضررا بالوباء.

وشكك مراقبون في قدرة بومبيو على تحريك العلاقات بسبب هجماته المتكررة على بكين.