استبق مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، استئناف الرئيس دونالد ترامب تجمعاته الانتخابية المباشرة، وفجّر في كتاب وُزِّعت منه آلاف النسخ عدة مفاجآت، كاشفاً أخطاء فادحة ارتكبها الملياردير الجمهوري، سواء في سياسته الخارجية أو أدائه مع حكومته وكبار مستشاريه، وخلص إلى أنه لا يصلح أن يكون رئيساً.وفي أشد تصوير مشوِّه من جانب شخصية أمضت 17 شهراً تحت إدارة ترامب، اعتبر بولتون أن عملية صنع القرار في البيت البيض أشبه بـ«عراك على طعام»، متهماً الرئيس بأنه طلب المساعدة من نظيره الصيني شي جينبينغ للفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات عام 2020.
وأشار إلى أن ترامب أعطى لشي الضوء الأخضر لاحتجاز أقلية الإيغور، خلال قمة مجموعة العشرين باليابان في يونيو 2019، على خلاف ما يدعيه.وزعم أن ترامب وعد أيضاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتبرئة «خلق بنك» من تحقيقات وزارة العدل حول خرقه للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران، مؤكداً أنه على «استعداد للتدخل وعرقلة العدالة، لتقديم خدمات شخصية لحكام ديكتاتوريين يعجبونه».وسلط بولتون، في كتابه «المليء بالمعلومات السرية»، الضوء على أن ترامب استفسر من مستشاريه، قبل قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، إن كانت فنلندا جزءاً من روسيا، موضحاً أنه سأل في الوقت نفسه رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي: «هل أنتم قوة نووية؟».
وشكك بولتون في أهلية ترامب لمعالجة قضايا الأمن الدولي، وسخر من قلة خبرته في إبرام المعاهدات الاستراتيجية، مشيراً إلى أنه رئيس يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات وجرائم كبرى أشد بكثير من التي استدعت مساءلته وعزله العام الماضي.وتطرق إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يفهم لماذا يقودها صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، الذي عرف عائلته على مدى سنوات.وأشار بولتون، في جانب آخر من كتابه، إلى عملية صنع القرار بالإدارة الأميركية، واصفاً إياها بأنها أشبه بـ«عراك على طعام»، حيث قال إن الاجتماع الأسبوعي، الذي يرأسه ترامب في قاعة روزفلت أو في المكتب البيضاوي، أشبه بعراك على الطعام في المدارس، عوضاً عن أن يكون نقاشاً حذراً لصنع قرار، دون الحصول على رأي الجهات المختصة لحل المشكلة، أو معرفة ما هي الخيارات.وللمرة الثانية، وجّه ترامب انتقادات شديدة اللهجة إلى بولتون، مؤكداً أن كتابه «خيال بحت ومجموعة أكاذيب وروايات مختلقة، كلها بهدف إظهاري بصورة سيئة»، مضيفاً أن «الكثير من التصريحات السخيفة، التي ينسبها إليّ لم أقلها يوماً، وهو يحاول فقط الانتقام لأنني أقلته».وفي وقت سابق، وصف ترامب بولتون بأنه «غبي ممل ساخط، لم يرغب إلا في شن حرب ولم يفهم أي شيء، وأصبح منبوذاً وأقيل بسعادة... يا له من أحمق!».