داهمنا وباء كورونا على حين غرة، ولم يكن ذلك في الحسبان، لكن ذلك هو أمر الله العلي القدير، وعملت الجهات الرسمية والشعبية متعاونة لمواجهة هذا الوباء الغريب على الأجيال التي ولدت بعد فترة الحرب العالمية الثانية، فهل تعلمنا شيئاً من هذا الوباء؟ أسرد هنا تجربتي الشخصية خلال هذه الفترة:
تقيدنا بالتعليمات التي أصدرتها وزارة الصحة والداخلية، ودخلت التقنية دورا في حياتنا اليومية كلها لأول مرة في المعاملات الحكومية، والتسوق في الجمعيات والبنوك، حتى الاجتماعات كانت تعقد عن بعد، والهدوء التام سد المناطق خصوصا في وقت الحظر، وازدياد حركة الطيور لشعورها بالأمن والأمان لعدم وجود المارة أو المركبات. عرفنا بيوتنا من الداخل عن طريق التجمع العائلي لفتره طويلة، واستخدام الكمامات عند الخروج في حالات الحظر الجزئي، واستخدام المعقمات وأدوات النظافة بصورة مستمرة، ونظراً لعدم استخدام المركبات لمدة طويلة فإن ذلك كان فيه توفير على ما يصرف على الوقود، ولأول مرة نصلي في المسجد متباعدين مع الالتزام بلبس الكمام وبأعداد قليلة، والاستغناء عن المطاعم والمقاهي خلال تلك الفترة، وقراءة القرآن بصورة أكثر خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، وقراءة الكتب والقيام بالأعمال المنزلية مع الأطفال، ومشاهدة البرامج الثقافية في المحطات الفضائية، وترتيب الكتب في المكتبة الخاصة في المنزل، وكذلك البحث في الأوراق القديمة وترتيبها، ومواصلة الكتابة لإنهاء كتابي القادم، والتواصل الدائم مع الأهل والأصدقاء والسؤال عن أحوالهم. ومع ذلك وللأسف الشديد فإن بعض الكويتيين والمقيمين لم يلتزم بالإجراءات التي وضعتها الجهات المختصة مما جعل الإصابات متزايدة، وهذا ما أدى إلى تأجيل المرحلة الثانية للعودة للحياة الطبيعية، وكذلك قيام البعض بالتجمع في أماكن معينة مخالفين ضوابط الحظر. أدعو الجميع أن يلتزموا بالضوابط واللوائح التي تصدرها الجهات المختصة لنعود جميعا إلى الحياة الطبيعية أسوة بالدول الأخرى، وأدعو العلي القدير أن يزيل هذه الغمة عنا وعن العالم أجمع، وأن ننعم بالأمن والأمان والصحة والسعادة، مع أطيب التحيات.
مقالات
ماذا تعلمنا من كورونا؟
21-06-2020