لوّح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، بتدخل عسكري مباشر في ليبيا، راسماً خطاً أحمر مصرياً بين سرت والجفرة غرب ليبيا، بالتزامن مع إعلان تركيا، التي تدعم حكومة «الوفاق»، أن انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي، بزعامة خليفة حفتر، شرط لوقف إطلاق النار.وخلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية، قال السيسي إن «الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة، ولكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل حدود الوطن وخارجها».
وأضاف في حديثه للوحدات المقاتلة بالقوات الجوية: «نحن نبذل تضحيات كبيرة جداً، وقد نحتاج منكم تضحيات، فكونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارجها».ولفت إلى أن هناك جهوداً كثيرة مبذولة لتأمين الحدود، و«هناك أنشطة كثيرة قد لا يعرف الكثيرون شيئاً عنها هنا في المنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا»، مبيناً أن «أكثر من 1200 كيلومتر يتم تأمينها منذ أكثر من سبع سنوات بالقوات الجوية والخاصة وحرس الحدود وقوات كثيرة جداً».وفي حديث صريح عن الأزمة الليبية، قال السيسي إن «مصر تدعم كل جهود استعادة الاستقرار في ليبيا، ودعت إلى تسوية شاملة تضمن استعادة وحدتها واستقرارها»، معرباً عن رفضه أي تدخلات أجنبية على أرضها.
وأكد أن التدخل المصري في ليبيا بات شرعياً، وفقاً لأركان الشرعية الدولية، لتحقيق عدة أهداف، في مقدمتها حماية وتأمين الحدود المصرية الغربية في عمقها الليبي، وإقرار وقف إطلاق النار.وشدد على أن «الجفرة - سرت خط أحمر بالنسبة للدولة المصرية، ولن يُسمح بتجاوز هذا الخط»، لافتاً إلى أن «القاهرة لو أرادت إقامة دولة في ليبيا لفعلت منذ سنوات».