هل يدعم المجتمعان الأميركي والصيني نوعاً جديداً من الحرب الباردة؟
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
في خضم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة في الزمن المعاصر، تابع المسؤولون الصينيون القيام باستثمارات خارجية مباشرة مع شركات أميركية وأوروبية في الصين، كذلك يخفي الإجماع المباشر بين الحزبَين الجمهوري والديمقراطي حول الصين في الولايات المتحدة درجة كبيرة من الاختلاف في المواقف والمصالح، حتى بين أكثر الأطراف عدائية تجاه الصين. قد تبدو هذه التناقضات مُحيّرة للوهلة الأولى، لكنها تشير إلى عائق كبير أمام كسب دعم اجتماعي واسع لأي نوع جديد من الحرب الباردة: ثمة تداخل عميق حتى الآن بين الصين والولايات المتحدة، وهو لا يقتصر على التجارة بل يشمل المجال الاجتماعي أو الثقافي أيضاً، وحتى لو كان قادة البلدين اليوم مستعدين لدفع المجتمعَين إلى منافسة جديدة ومتعددة الأجيال على طريقة الحرب الباردة، من المبرر أن يشكك المجتمعان الصيني والأميركي بصوابية هذا الخيار. وسيكون أي نوع جديد من الحرب الباردة مكلفاً جداً وقد يترافق مع مخاطر كبرى فتبقى فرص «الفوز» ضئيلة، لكن يرتفع في المقابل احتمال دفع ثمن باهظ من خلال خسارة الثروات والنفوذ والامتيازات، وفي نهاية المطاف ستواجه الصين والولايات المتحدة على المدى الطويل تحديات أكثر خطورة من تضارب المصالح والقيم بين الطرفين، منها مشاكل عالمية مُلحّة مثل التغير المناخي أو انتشار الأوبئة أو التغيرات التكنولوجية الكبرى.رغم استمرار وباء «كوفيد-19» اليوم، تخوض الصين والولايات المتحدة سباقاً نحو القاع، إذ تُروّج القوى النافذة لنظريات المؤامرة حول أصل فيروس كورونا تزامناً مع تصاعد الدعوات إلى دعم المواجهة الحتمية بين القوى العظمى، لكن إذا استنتج المجتمعان الأميركي والصيني أن تحركات قادتهما التي تُمهّد لحرب باردة جديدة فقد تُضعف ازدهار البلدين وقوتهما وأمنهما بدل تحسين الوضع فيهما، ومن المنطقي أن يفضّلا الانسحاب من هذه المنافسة الوجودية في القرن الحادي والعشرين.* مات فيرشين وهانز مول* «دبلومات»