الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفشل في تولسا فهل بدأ يخسر في مواضع قوته؟

• حضور أقل من المنتظر وخطاب سياسي «متوقع جداً»
• توتُّر في «تشاز» بعد مقتل شخص

نشر في 22-06-2020
آخر تحديث 22-06-2020 | 00:03
ترامب خلال التجمع في تولسا أمس في صورة تركز على المقاعد الفارغة (أ ف ب)
ترامب خلال التجمع في تولسا أمس في صورة تركز على المقاعد الفارغة (أ ف ب)
تلقت مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإعادة تزخيم حملته الانتخابية لانتزاع ولاية ثانية، ضربة شديدة بفشل التجمع الجماهيري الأول، منذ تفشي فيروس كورونا، في جذب العدد المتوقع من المؤيدين، الأمر الذي دفع المراقبين الى التساؤل عما إذا كان ترامب فقد سحره في أحد مواضع قوته المفضلة!
حرم الحضور المحدود لأول اللقاءات الجماهيرية منذ شهور، الرئيس الأميركي دونالد ترامب من استعادة نبرة تجمعات لعبت دوراً أساسياً في فوزه المفاجئ عام 2016، ومنعه كذلك من إعطاء الدفعة القوية لحملة إعادة انتخابه المتعثرة لولاية جديدة.

ووقف ترامب، الذي تنبأ بأن أول مؤتمراته الشعبية منذ أكثر من ثلاثة أشهر سيكون ملحمياً، أمام حشد لم يملأ حتى نصف الصالة المغطاة بملعب بنك أوكلاهوما، وهاجم الاحتجاجات المناهضة للعنصرية واليسار الراديكالي ودافع عن إدارته لأزمة فيروس كورونا.

وإذ حمّل ترامب وسائل الإعلام مسؤولية تثبيط همم أنصاره عن الحضور، استشهد أيضاً بسوء تصرفات المتظاهرين في الخارج، لكنه لم يسلم بالتحديد بأن عدداً كبيراً من المقاعد في الصالة، التي تسع 19 ألفاً، كان خالياً.

وفي خطاب غير مترابط استغرق نحو ساعتين، طرح ترامب نفسه كمدافع عن "القانون والنظام"، وقال لأنصاره: "يحاول الهمج اليساريون المعتوهون تخريب تاريخنا، وتدنيس نصبنا التذكارية وهدم تماثيلنا، ومعاقبة أي شخص لا يتوافق مع مطالبهم بالسيطرة المطلقة والكاملة، وإلغاءه واضطهاده. ونحن لن نتوافق".

وسعى ترامب لاستغلال المناسبة لتنشيط حملته الانتخابية، بعد أن تعرض لانتقادات شديدة بسبب إدارته لأزمة كورونا ومقتل جورج فلويد الأميركي الأسود، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في قبضة شرطة منيابوليس، ودعا الأميركيين إلى الإدلاء بأصواتهم في الثالث من نوفمبر لانتخابه لولاية ثانية.

وحرمه عدد الحاضرين، الذي جاء دون المتوقع على الأقل في الوقت الحالي، من القدرة على تسليط الضوء على حماسة الناخبين لترشحه في الانتخابات، على النقيض من بايدن الذي تجنب اللقاءات الانتخابية الضخمة وسجل مؤخراً تقدماً في استطلاعات الرأي.

«كورونا» وبايدن

ودافع ترامب بشراسة عن قراراته في إطار مواجهة أزمة كورونا، الذي وصفه من جديد بـ"الفيروس الصيني"، معتبراً أن إجراء المزيد من الاختبارات سلاح ذو حدين أدى إلى اكتشاف المزيد من الحالات، مطالباً معاونيه بنبرة ساخرة بإبطائها.

وفي القاعة، حيث وضعت قلة قليلة فقط أقنعة واقية، قال ترامب: "أنقذت مئات آلاف الأرواح، لكن أحداً لا يشيد يوماً بعملنا". وقبل ساعات من اللقاء الجماهيري، أعلنت حملة ترامب أن الفحص أثبت إصابة ستة من عناصرها بفيروس كورونا.

وهاجم الرئيس الأميركي بعنف خصمه الديمقراطي جو بايدن، ووصفه بأنه "دمية" بيد "اليسار الراديكالي" والصين، وقدّمه على أنه سياسي "لم يحقّق شيئاً أبداً" خلال مسيرته المهنية في واشنطن على مرّ نصف قرن.

وقال ترامب: "في أميركا التي يريدها جو بايدن يتمتّع السارقون والأجانب المقيمون بطريقة غير شرعية بحقوق أكثر من الأميركيين الذين يحترمون القانون"، مضيفاً أنّه "كان سناتوراً ونائباً للرئيس ولم يحقّق شيئاً أبداً، وإذا انتُخب فسيسلّم البلد لهذه العصابات 100 في المئة".

وفي حين شكك بقدرات بايدن الذهنية وعدم فهمه معنى الكلام واستسلامه لليسار الراديكالي، خصص ترامب قسماً كبيراً من خطابه للتحدث عن ظهور علامات تعب عليه، خلال حفل الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، مؤكداً أنه بصحة جيدة، على خلاف بايدن البالغ 77 عاماً. وقال: "إذا كانت هناك مشكلة سأبلغكم بها".

جمهور أقلّ

لكن القاعة التي كان يُفترض أن تُظهر عودة صاخبة للتجمعات الانتخابية، لم تكن ممتلئة. ولم تساهم المقاعد الكثيرة الشاغرة في إعطاء صورة مرشّح عرف كيف يؤمن زخماً جديداً لحملته.

وأقرّ مدير حملته براد بارسكال بأن الأعداد أقلّ من التوقعات، مشيراً إلى أن الجهة المسؤولة عن ذلك هي "المتظاهرون الراديكاليون" و"أسبوع من التغطية الإعلامية" لتظاهراتهم.

وبالإضافة إلى الجدل القائم على خلفية مخاطر تفشي الوباء، ثمة جدل واسع أيضاً بسبب اختيار ترامب استئناف التجمعات الانتخابية، في خضمّ فترة إحياء الذكرى 155 لإنهاء العبودية، وفي مدينة شهدت أسوأ الاضطرابات العرقية في التاريخ الأميركي حين قُتل 300 أميركي من أصل إفريقي على أيدي حشود من أصحاب البشرة البيضاء عام 1921.

سياتل ومنيابوليس

وفي تطور لافت، منع حشد من المحتجين عناصر الأمن من الوصول إلى موقع شخص قتل بالرصاص، وأصيب آخر بجروح خطيرة أمس الأول، في "المنطقة ذاتية الإدارة"، التي اطلق عليها اسم "تشاز"، والتي أعلنوها قبل أسبوعين في حي كابيتول هيل غرب مدينة سياتل وندد ترامب بها مراراً ووصفها بـ"الكارثة" وقال إنها تدار من قبل فوضويين من "اليسار الراديكالي".

وفي وقت سابق، دافعت رئيسة بلدية سياتل جيني دوركان عن المنطقة، بعدما هدد ترامب بالتدخل، في حين قال حاكم الولاية جاي إنسلي للرئيس إن على "رجل غير قادر إطلاقا على الحكم أن يبتعد عن شؤون ولاية واشنطن".

وفي إشارة إلى الأزمة، قال ترامب لأنصاره في أوكلاهوما، "قدمت عرضاً. قلت في أي وقت تريدونه سندخل وسنصلح الوضع في غضون ساعة أو أقل"، مضيفاً: "قد أكون مخطئا، لكن الأفضل لنا على الأرجح هو أن نتفرّج على هذه الكارثة".

وفي مهد الاحتجاجات العرقية غير المسبوقة، أعلنت شرطة منيابوليس، أمس، عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين جراء إطلاق نار في منطقة هينيبين، داعية المواطنين إلى الابتعاد عنها.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات من موقع الحادث، تظهر واجهة مسرح لاندمارك ومحل تجاري مجاور تعرضا لإطلاق الرصاص على ما يبدو، ونشر نشطاء تسجيلاً يوثق اتصالات بين ضباط الشرطة تشير إلى أن البحث جار عن مشتبه فيه وهو من ذوي البشرة السمراء ولديه أسنان ذهبية.

قصف على «الجبهة الاشتراكية»

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في التجمع الانتخابي الذي أجراه في تولسا، الهجوم الذي شنه قبل اشهر على ما اسماه الجبهة الاشتراكية، واستهدف وقتها نائبات شابات في الحزب الديمقراطي تنتمين الى تيار اقصى اليسار.

في هذا السياق، هاجم ترامب، أمس الأول، النائبة الديمقراطية إلهان عمر وقال انها "ستشارك بشكل كبير في حكومة (جو) بايدن. سيضعون هذه الجبهة الاشتراكية المليئة بالكراهية، التي تهاجم أميركا، ويركزون في تقرير مصير عائلاتكم وبلدكم".

وأضاف: "هي (عمر) ترغب في جعل حكومة بلادنا مثل الدولة التي أتت منها، الصومال، حيث لا حكومة ولا أمن ولا شرطة، لا شيء. مجرد فوضى. والآن تخبرنا بكيفية إدارة بلدنا".

كما انتقد ترامب النائبة الديمقراطية الشابة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، من نيويورك، وقال ان بايدن عيّنها مسؤولة عن ملف البيئة.

back to top