يقول متعاملون ومحللون إن أسعار النفط في السوق الفوري بدأت التراجع بعد زيادة استمرت أسابيع، إذ استسلمت موجة الزيادة لحقيقة ضعف هوامش ربح مصافي التكرير وامتلاء صهاريج التخزين.

وجرى خفض معدلات تشغيل المصافي في أوروبا والصين لإتاحة الوقت لبيع إمدادات المنتجات المكررة قبل معالجة الخام المخزن، والذي تتوافر مخزوناته بكثرة، مما يجعل شراء شحنات نفط جديدة أقل جاذبية. في الوقت نفسه، تحسنت أرباح التكرير للمنتجات بشكل طفيف، لكنها لا تزال غير بعيدة عن أدنى مستوياتها في أوج الجائحة، إذ يواجه العالم تعافيا تكتنفه الضبابية.

Ad

وقال أحد المتعاملين في النفط: "هوامش الربح ليست عند أدنى مستوياتها، لكنها سيئة - لن يدعم ذلك الطلب. نلحظ هذه الزيادات المحتملة في كوفيد-19، والتي لن تدعم هي الأخرى الأمور... كان السوق مغالى فيه وسيحتاج إلى التراجع بما يتماشى مع الحقائق الآن".

وتراجع الأسعار واضح عالميا، فعروض الخامين الأثقل داليا الأنغولي ودجينو الكونغولي منخفضة بدولار على الأقل عنها قبل أسبوع واحد فقط لنحو دولار فوق برنت المؤرخ.

وزاد الخصم الفوري لدرجة خام مربان الخفيف عالي الكبريت الذي تنتجه أبوظبي لتقترب من دولار مقارنة بأسعار بيعها الرسمية في غضون أيام قليلة فقط. كما نزلت خامات منطقة حوض البحر المتوسط عن ذراها، إذ انخفضت عروض مزيج سي بي سي بنحو دولار، ويجري بيع خام أذربيجان بما يقل دولارا عنه في وقت سابق في يونيو.

وقالت شركة تكرير: "لم نشتر أي شيء منذ عدة أسابيع مضت، إذ إن كل شيء مرتفع السعر جدا. لا تزال أسعار سي بي سي هي أكثر أسعار معقولة، لكنها لا تزال تبعد بما بين 20 و30 سنتا عن المستوى الذي يحقق ربحية.

قلص الكثير من المصافي في حوض البحر المتوسط التشغيل، لذا فالأمل في أن يدفع انخفاض الطلب فروق الأسعار للنزول".

وفي الولايات المتحدة، يستعيد منتجو النفط الصخري حاليا نحو ربع الكميات التي أوقفوها مع تحسن الأسعار، مما يضغط على الأسعار في السوق الحاضرة في الحوض البرمي وحوض باكان.

وجاءت أغلب الزيادة في الطلب على تسليمات الخام في السوق الحاضرة من الصين، لكن مصادر بالسوق تقول إن شركات تكرير مستقلة هناك عزفت عن الأسعار الأعلى، إذ قلصت معدلات التشغيل في ظل انتظارها لحصص جديدة من واردات الخام من الحكومة.