أظهرت أحدث تسريبات لفصول كتاب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق المثير للجدل، جون بولتون، عن كواليس عمل البيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب أبدى دعمه لأي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران.وقال بولتون، في الكتاب الذي عنونه "الغرفة التي حدثت فيها: مذكرات البيت الأبيض" والمتوقع أن ينشر هذا الأسبوع، إن الرئيس الأميركي أعرب عن رغبته واستعداده للتعاون مع إسرائيل لضرب إيران وشن هجوم ضدها، مضيفا أنه أعلن نيته تلك في اجتماع أجراه عام 2017، ووصف كيف أبدى ترامب ملاحظات ألمحت لتأييده لهذه العملية ودعمه الضمني لها.
ووفقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، كتب بولتون: "حذرت ترامب وأوصيته بالانسحاب بسرعة من الاتفاق النووي، وأوضحت له أن استعمال القوة في الملف النووي الإيراني هي الاحتمال الأخير الذي بقي للولايات المتحدة"، مضيفاً أنه لم يتطرق لاستخدام القوة من جانب إسرائيل، لكنه أشار إلى أن الرئيس ترامب تطرق إلى هذه الإمكانية في اجتماع، وأنه سيدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا قرر اتخاذ الخطوة.كما اقتبس من الرئيس قوله إن "إسرائيل لا يمكنها القيام بعملية عسكرية ضد إيران لوحدها، بسبب فقدان الموارد والقدرات، وبشكل خاص في سيناريو تقف فيه دول عربية خلف إيران".
لقاء ظريف
ونقلت القناة العبرية الـ"13"، أمس الأول، عن بولتون، في كتابه الجديد، أن ترامب كان يخطط خلال قمة السبع في فرنسا، العام الماضي، لإجراء لقاء مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بوساطة من الرئيس إيمانويل ماكرون.وكشف بولتون في الكتاب كواليس القمة، حيث كان رأيه ألا يمكن للرئيس الأميركي منح طهران فرصة لتخفيف الضغط عليها، وبأنه كان رافضاً عقده لقاء مع ظريف.ولفت إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان مؤيداً لقراره في رفض عقد لقاء بين ترامب وظريف، حيث أكد مستشار الأمن القومي الأميركي السابق أنه كان ينوي تقديم استقالته من منصبه حال عقد اللقاء، وهو ما أيده بومبيو.وبين أن مستشار الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، فضَّل عقد اللقاء، بدعوى أنه ليس لدى ترامب ما يخسره من لقاء ظريف، ليقول ترامب بعدها: "لن أعطي الإيرانيين أي شيء حتى لا يتم التوصل إلى اتفاق، لكنني أعتقد أنني سألتقي ظريف على انفراد. ربما مجرد مصافحة". وأضاف بولتون، في كتابه الجديد، أنه بعث رسالة إلكترونية إلى بومبيو، مفادها أنه لا يستبعد إمكانية عقد اجتماع بين وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أو جاريد كوشنر مع ظريف على هامش قمة باريس، لافتا إلى أنه حتى هذه الفرضية أقلقت المسؤولين الإسرائيليين.وتحدث بولتون عن محاولة نتنياهو إقناع ترامب بعدم عقد اللقاء، قائلا: "في أغسطس 2019 حاول نتنياهو على مدار ساعات الاتصال مع ترامب هاتفيا لمطالبته بعدم الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني لكن محاولاته باءت بالفشل بعد أن حال كوشنير دون إجراء المكالمة".بوتين وطهران
ومن بين الملفات التي تناولها كتاب بولتون روسيا وإيران وسورية، وفي هذا السياق أظهر أحد فصول الكتاب المسرب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر للإدارة الأميركية عن رفضه للوجود الإيراني في سورية، وتأييده لتحجيم دور الجمهورية الإسلامية، وانتقاده للنظام في طهران، إلا أنه أكد أنه لا يرى أن سياسة العقوبات المشددة التي تنتهجها واشنطن ستؤدي إلى إسقاط النظام، بل "قد تدفع الشعب على الرغم من كرهه أو انتقاده للمسؤولين إلى الالتفاف حول السلطة".الجدير بالذكر أن ترامب هاجم مستشاره السابق، على خلفية التسريبات التي بدأت الأربعاء الماضي.قاعدة ورصد
إلى ذلك، أعلن قائد القوة البحرية لـ"الحرس الثوري" الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري أن القوة تعتزم إنشاء قاعدة دائمة لها في المحيط الهندي.ولفت تنكسيري إلى أن هذا الأمر سيتحقق حتى مارس من العام المقبل، وأجرت إيران تجربة إطلاق "صواريخ كروز من الجيل الجديد"، قبل أيام، في أول تدريبات عسكرية من نوعها في شمال المحيط الهندي وقرب مدخل الخليج، منذ مقتل 19 بحارا الشهر الماضي بنيران صديقة.في موازاة ذلك، قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي إن قمر "نور" العسكري يرسل يوميا صورا دقيقة من الولايات المتحدة وإسرائيل عندما يمر فوقهما، مضيفا أن بلاده ترصد أجواء البلدين، "وذلك أبعد من رصدنا لتحركاتهم في سورية والعراق".وفي سياق قريب، كشف رضائي، خلال كلمة له في طهران، عن احتكاك جرى بين القوات الأميركية والإيرانية مايو الماضي، على خلفية إرسال طهران 5 ناقلات وقود إلى فنزويلا.وقال: "خلال إبحار ناقلات النفط الإيرانية مؤخرا صوب فنزويلا، كان لدى الأميركيين نية لإعاقة تحرك ناقلاتنا، إلا أننا أرسلنا طائرات استطلاع فوق السفن الأميركية، ووجهنا لهم تحذيرات، وبفضل هذا التهديد وصلت ناقلاتنا إلى فنزويلا".وتزامن ذلك مع دخول سفينة إيرانية سادسة محملة بالمواد الغذائية المياه الفنزويلية لتفرغ حمولتها في ميناء لاغوايرا أمس.تغيير مفاجئ
على صعيد منفصل، سلط تقرير إخباري الضوء على حركة تغييرات جذرية تشهدها قيادات قوات "الحرس" أخيراً، وسط حديث عن صلة هذه التغييرات بتمهيد الطريق لخليفة المرشد الأعلى علي خامنئي، وكذلك خوف "الحرس" من اندلاع احتجاجات شعبية جديدة ضد النظام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.وكشفت تقارير إيرانية، أمس الأول، عن تعيين العميد حسين نجات قائدا جديدا لقوات معسكر "ثأر الله"، المسؤولة عن تأمين العاصمة طهران، خلفاً لمحمد كوثري، وذلك بقرار من القائد العام لـ"الحرس الثوري"، اللواء حسين سلامي.