في وقت تشهد سورية عموماً تراجعاً في سعر صرف الليرة، وتردٍّ في الأوضاع الاقتصادية، أشعل ارتفاع سعر الخبز وبيعه بالليرة التركية في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي في سورية الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من أنقرة، غضب المواطنين الذي نزلوا للتعبير عن سخطهم.وتظاهر آلاف الأشخاص في تلك المنطقة سط إضراب وإغلاق المحال التجارية فيها وفي بلدة سلوك وريفهما احتجاجاً على الغلاء.
وقال محمد إبراهيم من أهالي تل أبيض، إن آلافاً خرجوا أمس، بتظاهرات في المدينة وفي سلوك وعدد من القرى والبلدات في المنطقة، احتجاجاً على الغلاء والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وربطها بالدولار. وأضاف أن شرارة التظاهرات انطلقت بسبب قرار المجلس المحلي المرتبط بتركيا تسعير الخبز بالليرة التركية، التي تعادل 400 ليرة سورية، بينما كان سعر الخبز 100 ليرة سورية.وطالب المتظاهرون بإسقاط مجلس تل أبيض المحلي المتهم بالفساد والرشوة وتبعيته للأتراك.ويقول إبراهيم إن "المجلس المحلي يريد وضع أسعار أكثر من الأسعار في تركيا... وفي تركيا مستوى الدخل أعلى من سورية".وكانت العديد من المناطق في الشمال لاسيما إدلب، بدأت الأسبوع الماضي التعامل رسمياً بالعملة التركية.وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فقدت العملة السورية 100 في المئة من قيمتها.إلى ذلك، دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الأحد ـــ الاثنين قرب صوامع العالية، على أوتستراد M4، بين الفصائل الموالية لأنقرة من طرف، والقوات النظامية السورية من طرف آخر. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان"، بأن "الفصائل الموالية لتركيا تعمد إلى تحصين مواقعها وتعزيزها ضمن المنطقة الواقعة بين تل تمر وأبو رأسين شمالي الحسكة، حيث استقدمت تعزيزات جديدة إلى قرى بعيرير ومطبعة وعنيق الهوى".في غضون ذلك، نفّذت أمس، بعض النساء أمام مبنى المحافظة في مدينة السويداء التي تسكنها أغلبية درزية، وقفة احتجاجية رافعات لافتات كُتب عليها "بدنا المعتقلين – بدنا شبابنا كلن – أخوتنا سلميين".يأتي ذلك بعد قرار الأجهزة الأمنية في السويداء بتحويل البعض من معتقلي التظاهرات المناوئة للحكومة إلى العاصمة دمشق. من ناحيته، قال بدران جيا كرد، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، إن الإدارة تجري محادثات مع حلفائها العسكريين في تحالف تقوده الولايات المتحدة بشأن وعد حصلت عليه لإعفائها من "عقوبات قيصر" الأميركية التي تستهدف الحكومة السورية.وتقول واشنطن إن العقوبات التي بدأ العمل بها الأسبوع الماضي تمثل بداية حملة مستمرة للضغط اقتصادياً وسياسياً على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل وقف الحرب والاتفاق على حل سياسي.وقال جيا كرد، إن "العقوبات سيكون لها تأثير على المنطقة التي تتعامل تجارياً مع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية عبر تجار محليين وتستخدم الليرة السورية التي انخفضت قيمتها، وبالتالي ستؤدي إلى حدوث الغلاء في الأسعار بدرجات كبيرة جداً ولا تناسب المواطن ذي الدخل المحدود جداً كما أن العقوبات أصلاً ستؤدي إلى ضعف الحركة التجارية مع الداخل السوري ومن جهة أخرى المعابر مغلقة باتجاه العراق أي أن المنطقة أصلاً تعيش حالة حصار اقتصادي منذ سنوات".على صعيد متصل، أعلن "المرصد السوري"، أمس، أن "قوة أمنية تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، اعتقلت القيادي البارز أبو مالك التلي في ريف مدينة إدلب، بأمر من القائد العام لتحرير الشام أبو محمد الجولاني".يذكر أن "التلي" كان قد انشق عن "هيئة تحرير الشام" في 7 أبريل الماضي، وشكل جماعة مقاتلة متطرّفة وانضم إلى غرفة عمليات "فاثبتوا"، كما يعرف عنه رفضه للاتفاقات الروسية ـــ التركية حول منطقة "خفض التصعيد".كما أن جمال زينية، وهو الاسم الحقيقي لـ"التلي"، كان اختطف 13 راهبة و3 مساعدات من دير معلولا بريف دمشق في 2013، قبل أن يطلق سراحهن في مارس 2014 بموجب اتفاقات وصفقة تقاضى خلالها مبالغ مالية طائلة، فيما فقد "أبو مالك التلي" نجله بعملية اغتيال في ريف مدينة إدلب عام 2017.وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن 10 أطفال من أبناء ارهابيي تنظيم "داعش" الفرنسيين المحتجزين في مخيمات النازحين الواقعة تحت السيطرة الكردية في سورية، أعيدوا إلى فرنسا أمس. وذكرت في بيان: "قامت فرنسا بإعادة عشرة أبناء فرنسيين هم قصّر أو أيتام أو يعانون من حالات إنسانية كانوا يعيشون في مخيمات في شمال شرق سورية".وفي برلين، أعلنت النيابة الفدرالية، أمس، توقيف طبيب سوري في مدينة هيسن حيث يقيم منذ العام 2015، بشبهة ارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" وتعذيب في سجن بمدينة حمص السورية في 2011.
دوليات
سورية: تظاهرات ضد الليرة التركية واشتباكات بين دمشق و«فصائل أنقرة»
23-06-2020