يعتقد الكثيرون أن الألعاب الإلكترونية التكنولوجية المتطورة والمتجددة، هي الاختيار الأول لمختلف الأعمار في ظل استمرار فرض الحظر الجزئي والكلي على المواطنين والمقيمين، للحد من انتشار فيروس كورونا، إلا أن الألعاب الشعبية تفوقت على الإلكترونية في المنافسة، حيث فرضت لعبة "الكيرم" نفسها على الألعاب الأخرى، وعادت بقوة لتصبح أحد أهم الخيارات الأسرية للقضاء على وقت الفراغ الممل الذي يعانيه الجميع.وبينما يلجأ البعض إلى الألعاب على الهاتف المحمول أو الـ "بلاي ستيشن"، ولاسيما الأطفال أو الشباب، إلا أنه لا تكاد تخلو ديوانية أو منزل من لعبة "الكيرم" التي تعتبر مسلّية جدا لجميع أفراد الأسرة".
ويختلف سعر "الكيرم" من حيث الحجم والتصميم والشكل والمواصفات التي يطلبها كل زبون، حيث يصل سعر "الملكية" إلى 240 دينارا، تضاف عليها قيمة الكراسي 120 دينارا، وكفالتها خمس سنوات، في حين الأقل سعرا بـ 55 دينارا. "الجريدة" استطلعت آراء عدد من بائعي الألعاب، لمعرفة الألعاب التي يقبل عليها الزبائن بكثرة في أوقات الحظر.يقول أبو حامد (صاحب مصنع "مملكة الكيرم")، إن "لعبة الكيرم لم ينقطع الإقبال عليها أبدا، بل إن الطلبات في ازدياد مع استمرار الحظر الجزئي والكلي، مردفا: أعمل في صناعة الكيرم منذ 30 عاما، ولا تزال اللعبة تتصدر المبيعات في الأسواق، على الرغم من ظهور ألعاب جديدة وحديثة"، مضيفا "زبائني من مختلف الأعمار ومن جميع دول الخليج، إلا أنني توقفت عن التوصيل إلى دول الخليج هذه الفترة للضغط الكبير داخل الكويت".
مصنع خاص
وأضاف: "على الرغم من ظهور بعض الألعاب الأخرى الإلكترونية والحديثة على مستوى الصغار والشباب، فإن لعبة الكيرم لا تزال منافسا قويا لهذه الألعاب، بل وتتفوق عليها أحيانا، إذ لا تكاد تخلو ديوانية أو منزل من اللعبة التي تعتبر مسلية جدا لجميع أفراد الأسرة"، مشيرا إلى أنني "أحرص على شراء أجود أنواع الخشب من الهند لتصنيع اللعبة، ويقوم بذلك عمال المصنع وعددهم 16 عاملا متخصصا في صناعة طاولة الكيرم، بناء على فكرتي وتصميمي الخاص، وحسب طلب الزبون".وعن أسعار اللعبة، ذكر أن "السعر يختلف من حيث الحجم والتصميم والشكل والمواصفات التي يطلبها كل زبون، فهناك على سبيل المثال "الملكية" سعرها 240 دينارا، تضاف عليها قيمة الكراسي 120 دينارا، وكفالتها خمس سنوات، في حين توجد صغيرة نوعا ما تسمى "الشامبيون"، سعرها 75 دينارا مع قواعدها، ومن دون القواعد 55 دينارا، وهذه عليها إقبال كبير من أشقائنا أهل البحرين"، لافتا إلى أن "بعض الزبائن (يدلّع نفسه)، فيطلب مواصفات خاصة يكون عليها شعار ناد رياضي أو شعار خاص أو (لوغو) معيّن أو اسم ديوانية من اختيار الزبون، والسعر يكون ثابتا دون زيادة أو استغلال".براءة اختراع
وحول كثرة بائعي هذه اللعبة في الوقت الحالي، قال أبو حامد، "نعم ثمة منافسون كثر، لكن أنا أملك براءة اختراع لتصنيع الكيرم، والمنافسة، سواء كانت أصحاب محال أو غيرهم الذين يحاولون تقليدنا، لم تنجح، خصوصا أن الزبائن لديهم الخبرة الكافية لاختيار أفضل التصاميم وأنواع الخشب.وتابع: تواصل معي العديد من الزبائن الذين أعادوا اللعبة إلى البائع بعد شكاوى كثيرة"، لافتا إلى أن "عملية التوصيل للزبائن في الكويت مستمرة حتى مع الحظر الجزئي، إذ يتم التوصيل حاليا بعد 3 أشهر من تاريخ الطلب".إقبال كبير
من جانبه، قال محمد أبو جاسم، (بائع ألعاب)، إن "الطلبات على الألعاب بمختلف أنواعها ازدادت بشكل لافت مع بداية أزمة فيروس كورونا، وبكل صراحة قمت بإنشاء موقع خاص في إنستغرام لبيع الألعاب المختلفة"، موضحا أن "البداية كانت جيدة والإقبال كبير على هذه الألعاب، خصوصا لعبة الكيرم التي تأتي في مقدمة الألعاب التي يسأل عنها الزبون قبل غيرها".وأردف: "قبل فترة الحظر الكلي كانت المبيعات جيدة، خصوصا طاولة الكيرم التي اشترها كثير من الزبائن بجميع الفئات والأعمار"، مشيرا إلى أن "الطلبات على الألعاب الشعبية كان لافتا على عكس ما توقعناه، إذ تم بيع ألعاب أخرى أيضا مثل الدامة، والريسك، والدراجات الهوائية لمختلف الأعمار، ولعبة انحش يالذيب، وغيرها، إلا أن لعبة الكيرم تصدرت المبيعات لدى كثير من الباعة، وأنا أحدهم".وأضاف: "أثناء الحظر الجزئي في الفترة الأولى، كانت المبيعات أكثر من جيدة، لكن بعد تطبيق الحظر الشامل لم تعد هناك أي حركة للبيع، ونحاول حاليا، بعد فرض الحظر الجزئي، إعادة الأمور إلى الأفضل عبر توفير أنواع مختلفة من الألعاب الشعبية، وأهمها لعبة الكيرم".رجال ونساء
بدوره، قال أبو محمد (صاحب ألعاب): "لدينا محل لبيع الألعاب في منطقة جليب الشيوخ، لكن مع ظهور أزمة كورونا اضطررنا لإنشاء موقع في إنستغرام لبيع الألعاب المتنوعة، لكن الغريب في الموضوع أن غالبية الزبائن تطلب لعبة الكيرم"، مشيرا إلى ان "الطلبات لا تقتصر على الرجال الكبار، بل الشباب الصغار، أيضا وكذلك من النساء".وأردف: "هذا الأمر دفعنا إلى توفير الكثير من طاولات الكيرم بمقاسات مختلفة، تلبية لرغبات الزبائن، فهناك طاولات مع القواعد ودونها، إضافة إلى مواصفات أخرى يطلبها الزبائن بين فترة وأخرى"، مشيرا إلى أن "أغلى طاولة كيرم متوافرة سعرها 140 دينارا بمقاس 120 سم في الطول والعرض، ومعها درج لحفظ (حطب الطاولة)".وبيّن أن "الإقبال على الألعاب كبير هذه الأيام، خصوصا مع رفع الحظر الشامل، وتأتي لعبة الكيرم في مقدمة الطلبات، بعدها لعبة الخطوات، والشطرنج، والدومينو، والسلّم والثعبان"، مؤكدا ان "الأسعار مناسبة، والتوصيل يكون بعد يوم من الطلب".أغلى «كيرم» بـ 800 دينار في نادي الكويت
أكد أبو حامد أن "أغلى كيرم تم بيعها كانت بسعر 800 دينار، إذ تعتبر أكبر طاولة في العالم، بمقاس 180 سم في الطول ومثلها في العرض، وهي موجودة حاليا في نادي الكويت الرياضي، قام بشرائها أحد الأصدقاء".وأشار إلى أن "البيع غالبا يتم عن طريق التواصل عبر موقع إنستغرام، لافتا إلى أن هذا الموقع يعمل منذ سنوات، على عكس بعض المحال التي خصصت مواقع جديدة بعد أزمة فيروس كورونا".