اقتحمت قوات «الحرس الثوري»، ليل الأحد ــــ الاثنين، منازل مديري جمعية الإمام علي الخيرية، وعدد من أعضائها، واعتقلتهم جميعاً.

وأكد مصدر في «الحرس الثوري»، لـ«الجريدة»، أن جهاز استخبارات «الحرس» كشف عن «علاقات مريبة» لهذه الجمعية، مع أجهزة استخبارات أميركية وإسرائيلية وخليجية.

Ad

وبدأت الجمعية، التي تُعدّ أكبر مؤسسة خيرية في إيران، استقطاب متطوعين جامعيين منذ 20 عاماً تقريباً، وكانت زميلة لفعاليات الأمم المتحدة في البلاد، وطوعت عدداً كبيراً من الشباب، خلال السنوات الماضية، لمساعدة الناس في الأزمات التي تواجهها البلاد، مثل الكوارث الطبيعية.

وقال المصدر إنه تبين للاستخبارات أن عدداً من العاملين في الجمعية يستغلونها غطاء لعمليات التجسس ونقل المعلومات إلى أجهزة استخبارية أجنبية، مشيراً إلى وجود أجهزة مسح متطورة جداً مع بعض المتطوعين، بعضها يكشف الإشعاعات النووية، والآخر يكشف المعادن والأسلحة.

وبدأ الهجوم على الجمعية، التي تضم نحو 10 آلاف متطوع، منذ العام الماضي، من جانب جهاز «الباسيج» (التعبئة الشعبية)، التابع لـ «الحرس»، خصوصاً بسبب عملياتها الخارجة عن نطاق إدارة الأجهزة الحكومية، وجذبها لمليارات التومانات من المساعدات.

ويبدو أن «الباسيج»، وهو يعتبر الجهاز الحكومي الذي يتولى أمور الدفاع المدني في إيران، وجد الجمعية منافسة له بعد انضمام عدد كبير من الشباب إليها.

وقبل شهرين، انتقد الرئيس حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، جمعيات خيرية، من دون تسميتها.

وقال رئيسي في إحدى خطبه إن «الأعداء يحاولون استغلال الجمعيات الخيرية والتسلل من خلالها إلى الداخل»، معتبراً أن «عدداً كبيراً من هذه المؤسسات ليس لديه أهداف خيرية، بل أهداف سوداء خلف عناوين فضفاضة».

بدورها، هاجمت صحيفة «كيهان» المحافِظة، التابعة لمكتب «الولي الفقيه»، الجمعية واتهمتها بــ «الترويج للخرافات الغربية وإهانة الإمام الخميني وأيديولوجيته الفكرية».

وزادت مخاوف النظام الإيراني من عمل المؤسسات الخيرية غير الحكومية، بعد الأحداث التي واجهت العراق ولبنان، والتي لعبت فيها دوراً لافتاً منظمات غير حكومية؛ يَعتبر البعض أن الاستخبارات الأجنبية تديرها.

وهناك جمعيات خيرية حكومية عديدة في إيران، لكن منذ أكثر من عقد تواجه نفوراً من العامة، وكذلك من مشاهير الرياضة والسينما والفعاليات الاجتماعية، التي تفضل جمع الأموال أو التبرع بها عبر منظمات غير حكومية.