إثيوبيا تتجاهل تهديدات مصر بشأن سد النهضة
أنقرة لن تتراجع عن محاولتها السيطرة على سرت والجفرة
صعّدت مصر حدة لهجتها حيال إثيوبيا، أمس، ملوحة بإجراءات «صريحة وواضحة» إذا فشل مجلس الأمن الدولي في وقف مضي أديس أبابا بملء بحيرة سد النهضة بشكل أحادي، مع تصاعد الهمس حول إمكانية قصف القاهرة للسد «بطائرات مجهولة»، دون إعلان مسؤوليتها عن الضربة، في خطوة توقف الملء من جهة، وتقلل احتمال اندلاع مواجهة واسعة من جهة أخرى. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إعادة إثيوبيا إلى المفاوضات، وبدأ الملء دون اتفاق، «فسنجد أنفسنا في وضع يتعين علينا التعامل معه، وعندما يحين وقت ذلك سنكون صريحين وواضحين جداً في الإجراء الذي سنتخذه».ورغم ذلك شدد شكري، في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس»، على أن بلاده لم تهدد أو تلمح إلى أي عمل عسكري ضد السد، بل سعت إلى الحل السياسي على مدى 6 سنوات.
وفي أديس أبابا، تمسكت الحكومة التي يرأسها آبي أحمد بموقفها، وقال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندراغاشو، لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية أمس: «لا يمكن لقوة داخلية أو خارجية منعنا من ملء السد».وأضاف أندراغاشو أن بلاده لن تقبل أي اتفاق يقيد حقوقها المائية في نهر النيل تحت ستار المفاوضات، متهماً مصر بمحاولة تقييد حقوق إثيوبيا المائية وقدرتها على استغلال النهر. وكان آبي، وهو أول رئيس وزراء مسلم لإثيوبيا قال أمس الأول إنه ناقش مع قادة الجيش استراتيجية جديدة للدفاع. ومن المتوقع أن يبحث اجتماع وزراء الخارجية العرب قضية سد النهضة وملف ليبيا بطلب من مصر. وتعثر الاجتماع بسبب خلافات على ما يبدو حول ليبيا وأُجل «تقنياً» إلى اليوم بعدما كان مقرراً أمس الأول. وأصرت حكومة «الوفاق» الليبية، المعترف بها دولياً حتى من القاهرة، على عقد الاجتماع الذي يتطلب موافقة الدولة المعنية به، حسب قانون الجامعة. إلى ذلك، قال ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن تحذير مصر من أنها قد تتدخل بشكل مباشر في ليبيا المجاورة لها لن يردع تركيا عن دعم حلفائها الليبيين. وفي رد على رسم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خطاً أحمر من مدينة سرت بين طرابلس وبنغازي ومدينة الجفرة جنوباً، ذكر أقطاي أن حكومة الوفاق الوطني بدعم من تركيا تواصل الاستعداد للسيطرة على سرت والجفرة.