قبل أشهر على الانتخابات الرئاسية، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الإعداد لعملية تزوير واسعة عن طريق طباعة الملايين من بطاقات الاقتراع بالبريد من قبل دول أجنبية، مشدداً على أنها ستكون "فضيحة العصر".

وأربك الحضور المخيّب في أول تجمّع جمهوري منذ 3 أشهر في تولسا حملة ترامب وتسببت نتيجته النهائية في غضبه، خصوصاً مع استهزاء سياسيين وديمقراطيين بأول لقاءاته الجماهيرية، وحديث المراقبين عن انهيار في أحد مواضع قوته.

Ad

وفيما أكدت شبكة "سي إن إن" أن ترامب يشعر بالغضب جراء النتيجة النهائية لتجمع تولسا، واستشهد معلقون بتجاهله الحديث عن التجمع، على "تويتر"، مشيرين إلى أن مدير حملته براد باراسكال وجد نفسه تحت الضغط.

وأرجعت حملة ترامب ضعف الحضور في في النشاط الانتخابي الأول لترامب، منذ ثلاثة أشهر، إلى إشاعة محتجين جواً عدائياً ومنعهم المؤيدين من الوصول إلى القاعة في تولسا.

ورغم حديث الحملة عن استقبالها أكثر من مليون طلب لحجز تذاكر، ألغي تجمّع خارج القاعة لأنه لم يحضر أحد، وتعليقا على ذلك، قالت المسؤولة الكبيرة في الحملة مرسيدس شلاب: "هناك عوامل على غرار خشيتهم من المحتجين"، وذلك بعد تأكيد مدير التواصل تيم مورتوغ أنهم قاموا "حتى بمنع وصول أجهزة كشف المعادن، ما حال دون دخول الناس".

«تيك توك»

ونفى فريق ترامب ما تردد عن قيام أشخاص بحجوزات زائفة عبر تطبيق "تيك توك" وتسببوا في انخفاض نسبة المشاركة بصورة أكبر من المتوقع، واتهم وسائل الإعلام والمتظاهرين بإثناء المواطنين عن الحضور.

وأفادت شبكة "سي إن إن" بأن مراهقين ناشطين على تطبيق "تيك توك" عملوا على التسجيل من أجل الحصول على تذاكر مجانية، ولم يحضروا التجمع الانتخابي، في محاولة لإحراج حملة ترامب.

واستهزاء بالحضور المخيّب، كتب النائب الديمقراطي عن بنسلفانيا برندن بويلي على "تويتر": "آخر مرة شاهدت فيها حشدا صغيرا كهذا كانت عند تنصيب ترامب". من جهتها، قالت المغنية بينك الحاصلة على ثلاث جوائز غرامي على "تويتر": "أعتقد أن بإمكاني بيع تذاكر المكان نفسه في خمس دقائق".

وأعرب السفير الأميركي الأسبق في ألمانيا، جون كورنبلوم، عن اعتقاده بأن ترامب يمر حالياً بأصعب أوقاته، مشيراً إلى الاحتجاجات العرقية وصدور كتاب مستشار الأمن القومي السابق والارتفاع المتزايد للإصابات بفيروس كورونا المستجد، والتراجع الاقتصادي، مضيفا أن مؤتمر تولسا كان انتكاسة إضافية، وقال: "هذا ليس جيدا له على الإطلاق".

حرب التماثيل

ووسط حرب إسقاط وتشويه بعض التماثيل التاريخية في عدة مدن، ضمن موجة الاحتجاجات، التي تخللتها أعمال حرق وشغب وتكسير، وصل الحبل على ما يبدو إلى تمثال الرئيس الأميركي السادس والعشرين ثيودور روزفلت.

وأعلن عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، مساء أمس الأول، أن المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي سيزيل تمثال روزفلت من مدخله، بعد اعتراضات على تصميمه الذي يرمز إلى التوسع الاستعماري والتمييز العنصري، مؤكداً أنه يصور السود والسكان الأصليين بشكل دوني وكأنهم مستضعفون".

ويصور التمثال البرونزي، الذي ينتصب عند مدخل سنترال بارك الغربي للمتحف منذ عام 1940، روزفلت على ظهر خيل، في حين يقف إلى جانبيه أسفل الحصان رجل من الهنود الحمر وآخر إفريقي.

في المقابل، رد الرئيس الأميركي، أمس قائلاً في تغريدة: "هذا تصرف سخيف حقاً"، كما دعا المتحف إلى عدم إزالة التمثال، قائلاً: "توقفوا لا تفعلوا ذلك".

قضية الشرطة

إلى ذلك، تعرض ضابط بإدارة شرطة نيويورك للإيقاف، أمس الأول، لإقدامه على استخدام أسلوب الخنق ضد أميركي أسود في حي كوينز بالمدينة، وذلك بعد أيام من توقيع حاكم الولاية أندرو كومو على قانون ينص على تجريم هذا الأسلوب، الذي يستخدمه الضباط أو ما يماثله من أساليب التقييد والتي تتسبب في إصابات خطيرة أو الموت.

واعتبر مفوض شرطة مدينة نيويورك ديرموت شيا أن حادثة الجديدة كانت "مقلقة" و"التحرك الفوري" كان ضروريا أثناء إجراء السلطات للتحقيق.

وفي كارولينا، أكد رئيس شرطة مدينة شارلوت ميكلينبيرغ جوني جينينغز، أمس، مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين، جراء علمية إطلاق نار أعقبها عملية دهس على طريق بيتس فورد.

وفي واشنطن، أعلنت شرطة مدينة سياتل أن شخصا واحداً على الأقل أصيب في ثاني حادث إطلاق نار بمنطقة الاحتجاج في الكابيتول هيل، التي أطلق عليها المحتجون اسم "تشاز"، خلال أقل من 48 ساعة.

وحذر ترامب من أن الديمقراطيين يسعون، هذا الأسبوع، لتمرير مشروع قانون يدمر الشرطة، موضحاً أن أعضاء الكونغرس الجمهوريين سيقاتلون لإفشاله. وأضاف: "يجب أن نحمي ونعتز بشرطتنا فهي تحافظ على سلامتنا".