ارتفعت واردات الصين من النفط بشكل حاد خلال مايو، كما اقتربت وتيرة إنتاج مصافي التكرير من ذروتها، في إشارة إلى التعافي القوي للطلب على الخام من جانب بكين، بعد تضرره من أزمة «كورونا».

نعم، هناك تعافٍ ملحوظ في الطلب على النفط في مايو، بعد مارس وأبريل، اللذين شهدا إغلاقا ناتجا عن تداعيات «كورونا» في الصين وعدد من دول العالم.

Ad

إلى متى سيستمر الدعم؟

- يتعافى الطلب على النفط في الصين، لكن بأقل من المعلن عنه، لأن بكين تعزز من مشترياتها على الخام خلال العام الحالي، لتخزينه، وزيادة صادراتها من المنتجات البترولية المكررة.

- بغض النظر عن أسباب شهية الصين تجاه النفط الخام، هناك تساؤل يدور في أذهان الكثيرين، وهو: إلى أي مدى ستدعم الواردات الصينية الطلب في السوق العالمي؟

- في مايو، استوردت الصين 11.34 مليون برميل يومياً من النفط الخام، بدعم جزئي من النشاط الاقتصادي المتزايد، مع إعادة تشغيل بعض الأنشطة الصناعية والتجارية، وأيضاً بسبب ضعف أسعار الخام في أبريل، وهو ما حفز الحكومة على زيادة مخزوناتها واحتياطياتها الاستراتيجية.

- ذكر محللون أن الصين زادت وتيرة مشترياتها من النفط بنحو 1.88 مليون برميل يوميا في الفترة بين يناير ومايو، وهو ما يزيد بحوالي 670 ألف برميل يومياً من عام 2019.

- لا تفصح الصين عن حجم مخزوناتها من الخام، فيما يحاول المحللون تخمين حجم ما تخزنه بكين بناءً على بيانات الواردات والإنتاج المحلي - مع استثناء إنتاج مصافي التكرير.

- أظهرت تقديرات «آي إتش إس ماركت»، أن مخزونات النفط الخام في الصين قفزت بنحو 440 مليون برميل في النصف الأول من العام الحالي، وهو أكبر ارتفاع نصف سنوي في المخزونات بأي دولة حول العالم.

- بالمقارنة، يزيد ما خزنته الصين في الفترة بين يناير ويونيو هذا العام على أكبر زيادة نصف سنوية من جانب الولايات المتحدة، والتي بلغت 111 مليون برميل في الفترة بين أواخر عام 2014 وأوائل عام 2015.

- كان دعم الصين لوارداتها ووتيرة تخزينها من النفط في الأشهر الأخيرة دافعاً لتعافي أسعار الخام منذ أواخر أبريل، ولا يعلم أحد مدى استمرار الصين في وتيرة تخزينها.

- ارتفعت صادرات بكين من المنتجات البترولية المكررة في أول خمسة أشهر هذا العام بنسبة 10.4 في المئة إلى 1.57 مليون برميل يوميا، رغم التراجع في مايو، نتيجة ضعف الطلب على الوقود من دول آسيوية.

النشاط الاقتصادي

- لا يجب تجاهل ارتفاع صادرات الوقود الصينية وزيادة وتيرة التخزين، تزامنا مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط خلال أبريل، كما أن النشاط الاقتصادي لبكين تحسن في مايو مقارنة بأبريل.

- يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع الطلب من صناعة الكهرباء في الصين - التي تعد أحد المعايير الرئيسة للنشاط الاقتصادي - بنسبة 7.1 في المئة، كما أن مؤشر مديري المشتريات الصناعي في البلاد تحسن خلال مايو، وإن كان بوتيرة أقل من التوقعات.

- بنظرة مستقبلية، يواجه ثاني أكبر اقتصاد بالعالم تحديات تتمثل في ضعف الصادرات واحتمالات التعرض لموجة ثانية من فيروس كورونا، وهو أمر تزايد القلق بشأنه في الأيام الأخيرة، مع ظهور إصابات جديدة في بكين، وعودة إجراءات الإغلاق.

- تواصل الصين تخزين النفط الخام، نتيجة ضعف الأسعار، رغم التعافي تدريجياً، لكن مع استمرار تعثر الطلب المحلي، ربما لا تكون بكين قادرة على دعم الطلب في السوق العالمي - ومن ثم أسعار النفط - لفترة أطول.

- قفز الطلب الصيني على النفط بأكثر من 90 في المئة من مستويات ما قبل «كورونا»، وبعد إعادة تشغيل الاقتصاد لديها وفي دول أخرى، تعافى الطلب جزئيا، وتحسنت الرؤية بشأن أسعار الخام.

- لكن مع ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا في الصين، وعودة الإغلاق، ليس فقط في بعض مناطق بكين، بل أيضاً في دول أخرى سجلت زيادة في الإصابات مرة أخرى، ستتواصل الضغوط على أسعار النفط.

- رغم تقديرات محللين بتعافي الطلب الصيني على النفط، فإن التوقعات تختلف على جانبي مستوى هذا الطلب ومدى استمراريته.

- تتوقع «وود ماكينزي» نمو الطلب الصيني على الخام في النصف الثاني بنسبة 2.3 في المئة إلى 13.6 مليون برميل يوميا، مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، نتيجة تعافي الأنشطة الاقتصادية وتشغيل وسائل النقل.

- ترى شركة استشارات الطاقة، أنه بحلول الربع الثالث، سيكون الطلب الصيني على البنزين ارتفع بنسبة تتراوح بين 3 و3.5 في المئة، مقارنة بنفس الفترة قبل عام، في حين سينمو استهلاك وقود الديزل بنسبة 1.2 في المئة إلى 3.4 ملايين برميل يومياً.

- على النقيض، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها عن مايو إن الطلب الصيني على النفط سوف ينخفض بنسبة 5 في المئة إلى 13.2 مليون برميل يوميا في النصف الثاني هذا العام.

(أرقام)