لطالما تحدثنا خلال الأسابيع الماضية عبر تطبيقات الاجتماع التكنولوجي (زووم) عن كورونا والولوج إلى التكنولوجيا، وتساءلنا كما تساءل الكثيرون حول أثر الوباء العالمي في عملية التعليم. وما إن يحتدم النقاش حتى نجد أنفسنا منقسمين إلى فريقين، فريق يرى أن مواجهة النظم التعليمية التقليدية هاجس سيستمر ويبقى، ولن نشاهد إلا عدم استعداد المؤسسات التعليمية الحكومية للتغيير، أما الفريق الآخر فيراهن على التغيير والتطوير أسوة بالمؤسسات الأخرى للدولة، ويراهن على "انتفاضة" تعليمية تقنية أسوة بالتغيير الذي أحدثته الحكومة في وزارة الشؤون مستحدثة منصة للجمعيات التعاونية، وأخرى لخدمات وزارة الداخلية، فلم تعد وزارة التربية تمتلك العذر أمام رفض التعليم الإلكتروني ولم يعد مقنعاً ذلك الحاجز الإسمنتي الفاصل بين الوزارة والتغيير.
وفي نهاية كل حلقة نقاشية (أونلاين) أحرص كل الحرص على اختتام حديثي بمقترحات أذكر منها: • الاستعانة بالجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات لاستلام العملية التعليمية لتأهيل المدارس الحكومية وجامعة الكويت ومؤسسات التعليم التطبيقي.• دعوة المدارس الخاصة "المتميزة" والجامعات أيضا للمشاركة بتجربتها من فرص وتحديات في تطبيق التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، بالإضافة إلى البرامج التدريبية التي استعانت بها لتأهيل الهيئة التعليمية، فتهميش القطاع التعليمي الخاص واستبعاده من دائرة صنع القرار ليس من مصلحة متخذ القرار بأي شكل من الأشكال.• التمسك بالتدريب العملي في كليات التعليم التطبيقي، فالتعليم عن بعد لا يعني العودة إلى المناهج النظرية، بل هناك فرصة لتأهيل الطلبة أمام فرص العمل المتاحة التي تتطلب مهارات وتدريبا، على سبيل المثال ميكانيكا السيارات والكهرباء وفنيي الكمبيوتر.• أخيراً وليس آخراً، لا يليق بنا أبداً أن تتوقف لدينا العملية التعليمية فحسب، إنما المتوقع هو ما تستطيع الكويت تقديمه للعالم من أفكار مبتكرة في مجال التعليم، لتستكمل مسيرتها التي بدأتها بإنشاء مدارس تاريخية أصبحت فيما بعد مراكز للإشعاع الثقافي، فلننفض غبار البيروقراطية ولنكسر حاجز الخوف من الميكنة والتكنولوجيا ولننطلق في الفضاء الإلكتروني.
مقالات
تكنو- كورونا
24-06-2020