أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د. سعود الحربي أهمية المرحلة المقبلة في مواجهة تبعات أزمة انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن وزارة التربية عليها مسؤوليات كبيرة في ظل هذه الأزمة، وهي قادرة على تحمّل هذه المسؤولية بكل اقتدار.

وقال الحربي، خلال لقاء عقده مع مديري ومديرات المدارس الثانوية، بحضور وكيل الوزارة بالإنابة د. بدر بجاد، والوكيل المساعد للتعليم العام أسامة السلطان، في مسرح الوزارة ظهر أمس، "لا يخفى عليكم أنه خلال الأزمة التي لا تزال تعصف بالعالم، والتي تعاملنا معها بالكويت، ولله الحمد، بحكمة واقتدار بتضافر الجهود، وكان لوزارتي الداخلية والصحة تقدّم الصفوف الأولى في المرحلة السابقة لمواجهة الأزمة لعدم وجود مدارس ووقف التعليم فيها"، مشيرا إلى أن وزارة التربية، وبعد شهرين من الآن ستتصدر المشهد، وستكون هناك انطلاقة كبيرة وسوف نتحمّل مسؤولية عظيمة.

Ad

وأضاف الحربي مخاطبا مديري المدارس الثانوية: لقد تم تسجيل 31 ألف طالب حتى الآن في المنصة للتعليم عن بُعد، وهذا في حد ذاته إنجاز وإعجاز لمن يريد أن يفشل مشروع التعليم في الكويت في ظل هذه الجائحة، وهذا الإنجاز ما كان ليتم لولا مباركتكم، وتضافر جهودكم ما كنا سنصل لهذا، ومطلوب منكم الاستمرار في تشجيع أبنائنا الطلبة والطالبات لتحقيق مزيد من النتائج التي نطمح إليها.

واستطرد قائلا: لقد ساءني أن يقول البعض لا ترسلوا أولادكم إلى المدارس، وهذا حديث لا نرغب في سماعه حتى لا نحبط أبناءنا الطلبة ولا يفشل مشروع التعليم، "فنحن في مرحلة مفصلية تاريخية وسيسجل التاريخ أننا وأنتم في يوم من الأيام كنا مسؤولين عن التعليم في دولة الكويت، وهذا الوقت سيمضي".

وذكر الحربي: عندنا درجة أعمال كيف نعطينها للطالب؟ التربية لا تعطي الطالب النجاح، ولكنها تهيئ له الفرصة للنجاح، وعليه بذل الجهد لتحقيقه، وهذا ما يدفعنا للتفكير مليًّا في مسألة معالجة الوضع، وعدم التسرع في اتخاذ قرارات مصيرية قد تضر بمصلحة عدد من الطلبة، فالمسألة عندنا تحكمها مصلحة الطالب أولا، وأخيرا مع الحرص والمحافظة على سلامته وصحته.

وأضاف الحربي: "أننا نشعر جميعا بالمسؤولية كقياديين قريبين من الميدان التربوي، وعلينا أن نكون على تواصل دائم مع العاملين في الميدان، ولهذا يتم عقد مثل هذه اللقاءات"، لافتا إلى أن الهدف منه هو التأكيد على المسؤولية الاجتماعية التي تتمتع بها وزارة التربية.

انطلاقة للوزارة

واستطرد قائلا: إن الوضع سيتغير بعد شهرين من الآن، وستكون هناك انطلاقة للوزارة، وسنعمل على تهيئة الأجواء الملائمة، وسنحافظ على مصلحة أبنائنا الطلبة، مع ضمان سلامتهم.

وأشار إلى أن العام الدراسي الحالي واجه صعوبات ومعوقات كبيرة، لافتا إلى أن الوزارة ستراعي جميع الجوانب حتى البعد النفسي للطلبة سيؤخذ في الحسبان، مضيفا: "أن حالة الركود التي حصلت للطلبة خلال هذه الأزمة والانقطاع عن الوجود في المدارس لفترة طويلة بالتأكيد سيكون له تأثير سلبي، ولهذا علينا مسؤولية كبيرة، ونحن مطالبون بالإحساس بالمسؤولية تجاه ابنائنا الطلبة، وتهيئة كل ما هو متاح لنجاح المهمة في رفع مستوى تحصيلهم العلمي".

وشدد الحربي على أن وزارة التربية مؤسسة وطنية لا تقوم على شخص واحد بعينه، وإنما يكون عملها حصيلة جهود وتضافر وعمل جماعي، مؤكدا رفضه لنظرية الـ "سوبرمان"، مضيفا: "دائما أقول للوكلاء والعاملين معي عندما تجد إنسانا يؤمن بنظرية السوبرمان، فهذا إنسان فاشل ولن يصنع شيئا".

واختتم قائلا: سنؤرخ هذه المرحلة، وهو أمر مطلوب على مستوى مجلس الوزراء وعلى مستوى وزارة التربية تأريخ هذه المرحلة، وسنؤرخ لكل شيء الجهود والأسماء التي شاركت في هذا النجاح بمشيئة الله، ولذلك أتمنى يكون عندنا إحساس بالمسؤولية، ويكون عندنا قدرة على تطبيق هذه المسؤولية، مضيفا: "أنت عندك حرية في نطاق معيّن، ودائما الحرية مرتبطة بالمسؤولية".

من جهته، أشاد الوكيل المساعد للتعليم العام، أسامة السلطان، بالجهود المبذولة، وتعاون الجميع في هذا العمل من مديري المناطق التعليمية ومديري عموم الإدارات، مؤكداً حرص الوزارة على اعتماد الطلاب المقيدين في مدارسهم، مطمئناً من واقع الإحصائية الرسمية أن جميع المناطق بدأت في اعتماد المتعلمين، حيث بلغ عدد الطلاب الذين سجلوا في المنصة التعليمية ما يقارب 31 ألف طالب.