بعد التجمّع الانتخابي المخيّب للآمال، في تولسا بولاية أوكلاهوما، توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مدينة يوما في ولاية أريزونا، أمس، للاحتفال بانتهاء تشييد 322 كلم من الجدار، الذي أمر ببنائه على حدود المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية.

وبحسب وزارة الأمن الداخلي، فإن ترامب، الذي جعل من محاربة الهجرة غير الشرعية أحد مداميك عهده، بعدما وعد في 2016 ببناء جدار على امتداد الحدود البالغ طولها 3200 كيلومتر، قام بتفقد الجدار وبحث مع مسؤولين محليين موضوع «أمن الحدود».

Ad

وفي إطار مساعيه للفوز بولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر، وإعادة الزخم لحملته وتعزيز رصيده لدى مؤيديه بعدما تضاءل بسبب أزمات تفشي فيروس كورونا والبطالة وحركة الاحتجاج العرقية ضدّ عنف الشرطة والعنصرية، قرر ترامب، أمس الأول، تعليق منح البطاقات الخضراء وبعض تأشيرات العمل حتى نهاية العام، باسم مكافحة البطالة.

وأوضح مسؤول رفيع أن الأمر التنفيذي الجديد يشمل تأشيرات اتش1-بي الرائجة في قطاع الصناعات التكنولوجية، واتش2-بي الخاصة بذوي المهارات المتواضعة، و»جاي» التي تمنح للأكاديميين والباحثين، إضافة إلى تأشيرات «إل» التي تعتمدها الشركات لنقل عمال مقيمين خارج البلاد إلى مقارّها في الولايات المتحدة، مبيناً أن هذا «التعليق» سيمنع 525 ألف أجنبي من الدخول وتخصيص وظائفهم للأميركيين.

حرب التماثيل

ومع تمدد قضية استهداف التماثيل والنصب التذكارية التاريخية، لتصل إلى سابع رؤساء الولايات المتحدة أندرو جاكسون، قرب البيت الأبيض، هدد ترامب المحتجين بالسجن عشر سنوات، لانتهاكهم «قانون الحفاظ على ذكرى المحاربين القدامى».

وكتب ترامب على «تويتر»: «تم اعتقال العديد من الأشخاص في واشنطن، لقيامهم بالتخريب المشين، في لافاييت بارك، لتمثال أندرو جاكسون العظيم، بالإضافة إلى التشويه الخارجي لكنيسة سانت جونز»».

وبعد كتابتهم عبارة «حثالة. قاتل» على قاعدته، تسلق المحتجون تمثال جاكسون وجواده وصبوا طلاء أصفر على القاعدة الرخامية وربطوه بالحبال وشرعوا في محاولة إسقاطه، قبل أن تتدخل الشرطة بالهراوات وإطلاق مواد كيماوية لتفريقهم والسيطرة على الموقف.

ولجاكسون، الذي ترأس الولايات المتحدة من 1828 إلى 1836، علاقة بتجارة الرقيق، كما نفذ» قانون ترحيل الهنود» عام 1830، الذي أدى إلى وفاة الآلاف من السكان الأصليين.

خيانة أوباما

في غضون ذلك، اتهم ترامب سلفه باراك أوباما بالخيانة، بسبب التحقيق في مزاعم اتصالاته مع روسيا وتدخلها في انتخابات 2016.

وقال ترامب لشبكة «سي بي إن نيوز»، «لقد كانوا يتجسسون على حملتي، اتضح أنني كنت على حق، دعونا نرى ما يحدث لهم الآن».

وأشار ترامب إلى أنه يتطلع إلى نتائج التحقيق الجاري في أصول التحقيق الروسي للمدعي كونيتيكت جون دورهام، الذي وصفه بأنه «محترم للغاية»، وأثنى على النائب العام وليام بار. وقال ترامب: «أريد أن أبقى خارج ذلك، لأنه بخلاف أن ذلك سيبدو سياسيا، دعونا نرى ما توصلوا إليه».

وإضافة إلى الجدل الواسع حوله، أثار التجمّع الانتخابي الأول لترامب في تولسا مخاوف كبيرة من تفشي كورونا، إثر إعلان حملته أمس الأول أنّ اثنين من أعضائها الحاضرين بالصالة مصابان بالفيروس، مؤكدة أنه «ما ظهرت نتيجة الفحوص حتى فُرضت إجراءات الحجر الصحّي وبدأت عمليات تتبّع المخالطين».

https://www.aljarida.com/uploads/imported_images/images/1592933151421329000/1592935433000/1280x960.jpg

كتاب بولتون

إلى ذلك، جدد ترامب اتهامه لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون بخرق القانون، واستشهد بخبر لوكالة «يونهاب» ينقل عن مدير الأمن القومي في كوريا الجنوبية دعوته واشنطن إلى التعامل مع كتابه، الذي طرح رسمياً أمس، على أساس أنه «قضية خطيرة» وتأكيده أن غالبية ما نشر فيه عن سيول معلومات محرفة وتعكس وجهة نظر الكاتب من الأحداث، وليست «وقائع مثبتة».

بدوره، قارن وزير الخارجية مايك بومبيو نشر بولتون لمعلومات سرية بكشف العميل السابق إدوارد سنودن عن أساليب عمل الاستخبارات الأميركية، مشيراً إلى وجود «الكثير من الأكاذيب» في كتابه، لكنه يحتوي أيضاً على معلومات معينة «تشكل تهديداً وتضر بالولايات المتحدة».

وشدد بومبيو على أنه «يجب تحميل بولتون مسؤولية جنائية مباشرة لا تختلف عن سنودن»، مبيناً أن الإدارة تمنح وزارة العدل الحق في تقرير الإجراءات التي يجب اتخاذها ضده.

وفي كتابه، اتهم بولتون ترامب، بتجاهل «الارتباك في الكونغرس» ورفض فرض أي نوع من العقوبات على شراء الرئيس التركي رجب طيب أإردوغان أنظمة الدفاع الجوي الروسية S400.

وكشف بولتون في كتابه كثيراً من انتقاد ترامب واستنكاره للحكومة الألمانية والمستشارة أنجيلا ميركل، ووصفها بأنها «الشريك الفظيع في حلف الأطلسي وأحد أكبر من يقومون بالرقص النقري».