«القرقاشة»
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
هذا الأسلوب المتبع وهو ما يسمى أسلوب لعبة اللهاية (Rattle) أو باللهجة العامية "القرقاشة"، ينفع وينفع بفعالية كبيرة جداﹰ، فتجد العوام يتحدثون عن أمور هُم لا سيطرة لهم عليها لا من بعيد ولا من قريب، فالكل يتكلم عن استرجاع أموال عامة مسروقة، وضبط وﺇحضار شخصيات مجتمعية بارزة، أو قانون يحارب الشهادات المزورة، أو نواب آسيويين أو غسل (بالبخار والكي في مصبغة البنوك) للأموال العامة، أو غيرها من المواضيع التي لا تمتّ للواقع بأي صلة من حيث المبدأ، بل قد يأخذ النظام خطوات جادة لخداع الشعوب المسكينة في سن قوانين واتخاذ بعض الإجراءات القانونية تجاه الإصلاح، فقط ليتناسى الناس مع تقادم الأمور لتصبح في حديث الأمس وذكريات قنوات الإنترنت المعارضة. أسلوب "القرقاشة" له غاية وهدف أساسي وحيد، وهو ﺇلهاء الشعوب والقيادات النظيفة عما يجري في الغرف المغلقة المظلمة، التي لا تستطيع أسلاك وموجات الإنترنت نقل مؤتمراتها عن طريق زووم أو غيره، ولا أن تفصح عن نوايا أصحاب المصالح المتحكمين في جلساتها، ففي مثل تلك الدول يسود الروتين، ويُثاب المتقاعس، ويحارب التطور الرقمي، وتقمع حريات الناس، ويحارب النجاح بأقذر الأساليب والحيل، ليمكنوا المواطن الفقير المسكين من الدخول في سجالات لا صلة له بواقعها أساساﹰ، فتجد الجميع يتكلم عن سرقات واختلاسات في المال العام وهم دون دراية بأصل الموضوع. وتجد من يُفتي بما هو مفيد للبيئة (أو طارد للكورونا) وصاحب الشأن يستغرب من المعلومات الخطأ التي تَمثل أمامه في وسائل التواصل الاجتماعي. ملحوظة للجميع، أي تطابق ما بين المقال وواقعنا الذي نعيش، هو غير مقصود فأنا أتكلم عن شعب جمهورية "ﺇقليم شمال سوارستوتان الديمقراطية الشعبية"!!