الصين ووباء «كوفيد-19»... «لعبة شطرنج» مركزية محلية!
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
تعكس "لعبة الشطرنج" الصينية في زمن فيروس كورونا أنماطاً خاصة بالنظام المركزي المحلي القائم منذ آلاف السنين، لهذا السبب، تصبح الوحدات المحلية، مثل مدينة ووهان، أشبه بـ"كبش محرقة"، مما يعني أنها مضطرة لنشر الأنباء السيئة عن الإقفال التام وفرض تلك السياسات بكل صرامة، وفي المقابل تتمسك الحكومة المركزية بدور "سيّد الشطرنج"، فتعلن الخطوات الإيجابية، على غرار تخفيف الضوابط، وتحكم البلد عبر الامتناع عن التحرك ظاهرياً، فمن جهة تقوي هذه السياسة حكم الحزب الشيوعي المركزي لأنها تشكّل ركيزة لشعبية القادة المركزيين في الصين، لكنها تُهدد من جهة أخرى حكم الحزب الواحد كونها تدمّر ثقة المواطنين والأكاديميين الصينيين على المستويات المحلية، وكلما اتخذت الوحدات طابعاً محلياً تراجعت الثقة بها، مما ينعكس سلباً على إدارة البلد ككل.ينجم هذا الخطأ الفادح في لعبة الشطرنج المزعومة عن قدرة الوحدات المحلية الصينية على تقييد حقوق المواطنين بدرجة هائلة من دون أن تتحمل أي مسؤولية تجاههم، ففي ووهان، أدى هذا الوضع إلى فرض تدابير مفرطة لمكافحة فيروس "كوفيد-19"، وسرعان ما انتهكت هذه المقاربة حريات ملايين الناس خلال بضعة أشهر، ولاسترجاع ثقة الناس بالدولة والحزب الحاكم ككل، يتعين على القادة في الحكومة المركزية الصينية أن يحاسبوا الوحدات المحلية على تعاملها مع المواطنين، مما يعني تنظيم انتخابات مباشرة على مستوى البلديات، وتكثيف المشاركة في صناعة القرار، وتمكين الأفراد من إيجاد حلول قانونية ضد القانون المحلي والسياسات التي تؤثر عليهم، فهذه الخطة تسمح بتجنب السياسات المحلية الشائبة التي تتجاهل حاجات الشعب ومصالحه، حتى أنها تسهم في الحفاظ على الوعد الدستوري الأساسي في جمهورية الصين "الشعبية": الشعب هو "سيّد البلاد" خلال أزمة فيروس كورونا وما بعدها!* فيليب رينينغر* «دبلومات»