أفادت توقعات حديثة بأن سعر سهم «واير كارد»، الذي بلغت قيمته 100 يورو قبل أسبوع، قد يتهاوى إلى يورو واحد، تزامنا مع الفضيحة المحاسبية التي تمر بها الشركة، وفقا لمحللي «بنك أوف أميركا».

وقالت المذكرة إن الأنباء الجديدة تشير إلى أن العملاء بدأوا قطع علاقتهم بالشركة، وان المقرضين يقيمون في الوقت الحالي إغلاق خطوط الائتمان، مضيفة: «الوضوح بشأن الأعمال الأساسية للشركة أمر غير محتمل لفترة من الوقت».

Ad

ولذلك قرر المصرف الأميركي خفض السعر المستهدف لسهم «واير كارد» من 14 يورو إلى يورو واحد. وبدأت أزمة «واير كارد» بعدما أعلنت اختفاء 1.9 مليار يورو (2.1 مليار دولار) من حساباتها، وتطورت الأمور بعد ذلك، إذ انهار سهم الشركة واستقال مديرها التنفيذي.

وعلى صعيد التداولات، هبط سهم «واير كارد» بنحو 20.5 في المئة إلى 13.65 يورو، في 3:25 مساء بتوقيت مكة المكرمة.

وفي غضون أشهر قليلة، تحول الحديث عن شركة التكنولوجيا المالية من الفخر والإعجاب إلى الاتهامات والحنق، ليقترن اسمها في عناوين الصحف بكلمات مثل الفضيحة والكارثة والاحتيال.

وتأسست شركة واير كارد، العاملة في قطاع التكنولوجيا المالية في مقاطعة بافاريا الألمانية، عام 1999، وتقدم خدمات الدفع الرقمي للعملاء والشركات، ومن ضمن عملائها أسماء شهيرة، مثل نادي بايرن ميونيخ وشركتي أورانج وإيكيا وغيرها.

وتمكنت من إزاحة «كوميرز بنك» والدخول ضمن مؤشر «داكس» الألماني عام 2018، كما تجاوزت قيمتها السوقية في نفس العام «دويتشه بنك» لتصبح أكبر شركة مالية عامة في البلاد، ويبلغ عدد العاملين بها أكثر من 5800 موظف وتوجد في 26 دولة.

وارتفعت إيراداتها المعلنة من 49 مليون يورو عام 2005 إلى 134 مليونا بعد عامين، ثم 601 مليون في 2014، وأخيرا بنحو ملياري يورو في آخر تقرير مالي لعام 2018، وزاد سعر السهم في الفترة بين 2013 وحتى 2017 بنحو 8 أمثال، ليصل لقمة بلغت 196 يورو في بداية العام الماضي.

وربما تبدو فضيحة «واير كارد» المحاسبية مألوفة للبعض، وخاصة هؤلاء الذين عاصروا أو حتى قرأوا عن شركة «إنرون» وطريقتها في التلاعب المحاسبي وإخفاء الخسائر عن المستثمرين بحيل رقمية.

وتحولت شركة الطاقة الأميركية من واحدة من أكبر الشركات المقيدة في الولايات المتحدة إلى فضيحة تبرز دائما في الصفحات الأولى لقصص الاحتيال المحاسبي.

وتتكرر قصص الاحتيال المحاسبي، لأن الكثيرين يتجاهلون دروس الماضي، وخاصة مع تنوع الحيل المحاسبية وطمع المستثمرين في تحقيق مزيد من المكاسب بصرف النظر عن حقيقتها ومدى استدامتها.

ويكمن الدرس الأول من أزمة «واير كارد» في ضرورة معرفة ما تشتريه، فالمستثمر الراغب في الحفاظ على أمواله يجب عليه فهم تفاصيل الشركة التي يستثمر بها، وكيفية عمل نموذج أعمالها ومصدر أموالها وكيف تحققه.

كما يجب على المستثمر الوثوق في الحكمة القائلة: «لا دخان بلا نار»، فمع تزايد نشاط «البيع على المكشوف» على سهم الشركة لفترة طويلة، وانتشار التقارير الصحافية التي تشكك في القوائم المالية والممارسات المحاسبية، كان لابد للمستثمر أن يطرح تساؤلات بشأن مدى مصداقية الشركة وأعمالها بدلا من تجاهل هذه المخاوف والاستمرار في استثماره.

ولا ينبغي أن ننسى أن مقولة «الكاش هو الملك» تعتبر الحل الأمثل لكشف أي خداع محاسبي، فادعاء تحقيق أرباح أمر سهل محاسبيا بعدة طرق، مثل تسجيل الإيرادات في مرحلة مبكرة جدا من عملية البيع، لكن النقد الداخل للشركة يظل القول الفصل في كشف مدى صحة ذلك من عدمه.

(أرقام)