تنوير: شكراً للعمّ «كورونا»
تتوالى الأزمات الصحية والتغيّرات البيولوجية على هذه الأرض وسكانها، وقليل مَن يفهم أنينها ويحاول الخروج بها والصالحين من أهلها وينقذها من هذه المآزق! فهذه المرة الأولى التي يشهدها العالم منذ 60 عاماً أو أكثر، وذلك بانتشار وباء كورونا المستجد، أو ما أسماه المعاصرون له والمتابعون عن كثب بـ "كوفيد-19". هذا الوباء الذي أزهق أرواحاً كثيرة في وقت قصير، واتخذ العالم إجراءات واحترازات صحية واقتصادية ودولية، مما أصاب الكثيرين بالذعر وعدم الأمان. وزادت الأمراض النفسية، والفقر، والخسائر المادية إلى درجة الإفلاس، وانعدام العلاقات الاجتماعية، وزيادة أمراض العزلة والتوحُّد، والانتحار، وغيرها من الأمراض، وكأنها حرب من نوع آخر لا مثيل له في التشبيه!
فمَن هذا "العم كورونا" الذي قلَب كيان العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً ونفسياً، وجذب الكثير من انتباه العالم والإعلام، وكلّف الكثير من الأموال والخسائر مادياً ومعنوياً، وأزهق الأكثر من الأرواح مرضاً وفقراً، وتسبب في نفوق الحيوانات من قلّة الاهتمام أو التغذية؟ مَن هو "كوفيد-19" الذي يستحق الشكر؟أذكّركم سريعاً بالمقال السابق عن فيروس كورونا القديم والحالي المستجد، (كوفيد-19). وهو نوع من فيروسات الإنفلونزا السريعة الانتشار، بسبب التقارب من المريض أو التعرّض لرذاذ حديثه أو عطسه عن قُرب، أو لأغراضه الملوثة به. لذلك كان لبس القناع على الوجه والتباعد الاجتماعي، والمحافظة على التعقيم من أهم الاحترازات لمنع انتشار المرض. كما أن العلاج، منذ بداية ظهور أعراض هذا الفيروس، سهل إذا أُخذ بعين العناية والثقافة الكافية. فمثلاً يمكن خفض الحرارة والتخلص من آلام الجسم باستعمال أيّ دواء من عائلة NSAID المعروفة بخفض الحرارة بسرعة وتسكين آلام الجسم.ويُنصح بالالتزام بالهدوء وعدم المخالطة مع الآخرين (العزل الاجتماعي) حتى تختفي الأعراض تماماً، على الأقل مدة 14 يوماً، والزيادة في الحرص هنا أفضل.كما يمكن تناول الأكلات الصحية والأشربة الدافئة ومقويات الجهاز المناعي من فيتامينات وعصائر نظيفة طازجة لتقوية الجسم عامة، والخروج من هذه الأزمة بسرعة، وعدم التسبب في العدوى مع الآخرين.لذلك، "شكرا عمّ كورونا" على كل الإضاءات الرائعة والابتكارات التي ظهرت من شبابنا (من الجنسين). والحمد لله، ثم جزيل الشكر لدولة الكويت وحكومتها للخدمات التي ظهرت من كل الجهات الرسمية في البلاد لما فيه مصلحة الجميع، وإن كان ظاهرها فيه الكثير من الحرمان والتباعد عن الأهل والأصدقاء، إلا أنه زاد شعلة الشوق ولمس المحبة بين الأهل والأصدقاء، والعمل على التواصل والحفاظ على هذه العلاقات الطيبة والمودة."شكراً للعم كورونا"، الذي أظهر المتطوعين بكل فئاتهم وهيئاتهم وأفرادهم على العطاء والاهتمام وبذل النفس والوقت والمال في أعمال الإغاثة، ومساندة للجهات الحكومية في البلاد للحفاظ على الهدوء الاجتماعي، ونشر الوعي بأهمية ما نحن فيه من محنة عظيمة، تحوّلت بتكاتف الجميع إلى "منحة عظيمة"، نحمد الله عليها وندعو للجميع بالخير والثبات ودوام الصحة والعافية."الحمد لله رب العالمين حتى يبلغ الحمد منتهى رضاه" أن خلقنا مسلمين وهدانا إلى صراطه المستقيم، وبشّرنا بحبيبه نبينا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم، الذي قال "عجباً لأمر المؤمن كلّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".فتقرّبنا إلى الله أكثر بالعزلة والانفراد لجلاله، وإن أغلقت الحكومة المساجد للمصلحة العامة العظيمة، وتوحّدنا بطاعة أولي الأمر من الجهات المسؤولة باتباع الإرشادات التحرزية للأمان والصحة التامة لأفراد المجتمع، وخاصة كبار السن والأطفال. والحمد لله أن أخذنا وقتاً أطول بالمكوث مع الأولاد والعائلة، والاهتمام بالأغذية الصحية والرياضة المفيدة التي ما كانت لولا العزل للمصلحة العامة. ونسأل الله العظيم أن يكشف هذه الغمّة ويجزي خيراً كل من ساهم ويساهم في إنهائها على خير لمصلحة البلاد والعباد، وأن يجعل لنا البطانة الصالحة، ويحفظنا جميعاً من كل شر وبلاء ووباء، إن ربنا سميع الدعاء وهو على كل شيء قدير.