أحمد المقلة: الفنانون الكبار يقيسون جودة الدور بحجمه
«المخرجون يعانون في اختيار نجوم الأدوار الثانوية»
حقق المخرج البحريني أحمد المقلة نجاحاً مميزاً، من خلال مسلسل «كسرة ظهر»، الذي حاز نسبة متابعة خليجية كبيرة في رمضان الماضي، رغم بعض الانتقادات التي فنَّدها المخرج في حواره مع «الجريدة»، وإليكم التفاصيل:
• هل أنت راضٍ عن مسلسل "كسرة ظهر"؟
- إلى حد كبير، فالمسلسل ربما لم يحظَ بمتابعة كويتية كبيرة بداية عرضه، كالتي حظي بها خليجيا، لكنه سرعان ما حقق متابعة جيدة، نتيجة الشعبية الكبيرة لنجم العمل الفنان عبدالله السدحان، وخاصة في السعودية. وإجمالا، أشعر برضا كبير عن المسلسل، وما بذلناه من جهد كفريق عمل، وبدا ذلك واضحا للجمهور.
• وكيف كان ردك على ما قاله بعض النقاد للمسلسل؟
- من حقهم النقد، لكن ما تلقيته من تعليقات لم تطعن في جودة العمل أو تقلل من جهد أي فرد فيه، ومنها انتقاد أحدهم "لحية" السدحان، وهي حقاً لحية مفتعلة وغير واقعية، ويقوم بتركيبها يوميا ليتخفى ويمارس التسوُّل دون أن يعرفه أحد، فكيف يمكن أن تكون طبيعية أو تبدو لائقة لا يشوبها أي خلل، لذلك أرى أن هذا النقد لمصلحة العمل، ويؤكد دقته، وليس العكس.• وهل شعرت أن أحد تلك الانتقادات كانت في محلها؟
- بصراحة شديدة نعم، تم توجيه انتقاد للمسلسل، لاعتماده على فنانين جدد ليسوا أصحاب خبرة في الأدوار الثانوية، وهي حقيقة لا أنكرها، وأيضا أزمة نعانيها نحن صُناع الدراما في الخليج، حيث يرفض الفنانون الكبار الأدوار الثانوية، ويقيسون جودة الدور بحجمه وليس أهميته، رغم أن الأدوار الثانوية في أغلبها تكون مهمة ومحورية جدا، وبعض الفنانين قبل أن يقرأ النص يسأل عن حجم دوره وعدد الحلقات، وهو تقدير خاطئ يصيب الدراما الخليجية بمشكلات تنال من جودتها وتماسكها، ثم يعودون لانتقادات تقول إن نجوم الأدوار الثانوية ليسوا على قدر من الخبرة.• وكيف ترى تأثير هذه الأزمة على مستقبل الدراما الخليجية؟
- المخرج يتنازل أحيانا أمام النص الجيد، لإيمانه بضرورة خروجه للنور. أما الفنانون الخليجيون فلا يقبلون التنازل، ويفهمون النجومية بشكل خاطئ، لذلك فالتأثير واضح من الآن على ما نعانيه من واقع الدراما، التي تشهد تراجعا ملحوظا، على عكس الدراما العالمية والمصرية أيضا، فكبار النجوم يظهرون كبطل ثانٍ، والأمثلة كثيرة، وربما آخرها الفنان العالمي براد بيت، الذي تألق كبطل ثانٍ أمام نظيره ليوناردو دي كابريو في فيلم "Once Upon a Time in Mexico"، بل حصل على أوسكار أفضل ممثل مساعد، وهو دليل على أن الفنان القوي يتألق في أي دور.• كيف وقع اختيارك على الفنان عبدالله السدحان للعب دور بطولة المسلسل؟
- العمل كان مجازفة، ولأول مرة يظهر السدحان في عمل كويتي، وفي دور مأساوي، بعيدا عن الكوميديا التي عشقها فيه الجمهور، لكن رغبتي في التعاون معه منذ سنوات دفعتني للمخاطرة، وخاصة في ظل القصة الجريئة والجديدة التي طرحها العمل، والتي خرجت عن إطار المألوف الذي اعتدنا عليه في قضايانا المحلية. وأظن أن التجديد والجرأة في الطرح على مستوى القصة والممثلين وغيرها من عناصر العمل، هي المراهنة الناجحة لأي عمل فني، لاسيما أن المسلسل حظي بما يستحقه من مشاهدة وتأييد.• هل رغبتك في التجديد ستدفعك إلى عدم تكرار التعاون مع السدحان؟
- بالعكس، التعاون مع الفنان السدحان لن يكون تكرارا، لكنه استثمار للنجاح الذي حققه المسلسل. وبالفعل، بيننا اتصالات مستمرة في الفترة الأخيرة للاتفاق على ملامح عمل جديد ربما يظهر في رمضان المقبل، فأنا لا أقدِّم أكثر من عمل أو اثنين في العام، لما يستغرقه العمل الواحد من فترة تحضيرات لا تقل عن 6 أشهر. ورغم تعاوني مع العديد من النجوم الكبار، فإنني لا أزال أطمح أن يجمعني عمل بالفنان سعد الفرج، الذي لم أحظَ بالتعاون معه حتى الآن.• كيف تصف تجربتك بالدراما الكويتية؟
- دول الخليج كتلة واحدة تجمعها العديد من القواسم المشتركة، على مستوى الثقافة واللهجات والتاريخ، وأغلب العائلات لها امتداد أو نسب في أكثر من دولة خليجية، لذلك الفارق بسيط، وربما يكون لمصلحة الفنان، حيث تعاني الدراما البحرينية أخيرا تراجعا ملحوظا، في ظل توقف الإنتاج التلفزيوني، بعدما كانت تنتج سنويا ما لا يقل عن 5 أعمال، وفي مقابل ذلك يجد الفنانون البحرينيون، وما أكثرهم وأبدعهم على جميع المستويات الفنية، مساحات أخرى للإبداع، سواء في الكويت أو الإمارات أو السعودية أو قطر. ويُعد أبرز ما يميز الدراما الخليجية، أن العمل الواحد يضم فنانين من جميع دول الخليج، ما يتيح للعمل الانتشار والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور.
أطمح أن يجمعني عمل بالفنان سعد الفرج
أبحث مع السدحان تقديم مشروع درامي جديد
أبحث مع السدحان تقديم مشروع درامي جديد