الرئيس حسن روحاني لواشنطن: اعتذار وتعويض لنعود للمفاوضات

مقتل 3 من «الحرس الثوري» في اشتباكات عنيفة بالمثلث الحدودي الإيراني - التركي - العراقي

نشر في 25-06-2020
آخر تحديث 25-06-2020 | 00:04
أكراد يستخرجون الملح من بحيرة في السليمانية بإقليم كردستان العراق المتاخم للحدود الإيرانية التركية (رويترز)
أكراد يستخرجون الملح من بحيرة في السليمانية بإقليم كردستان العراق المتاخم للحدود الإيرانية التركية (رويترز)
أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداده للدخول في مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة، مشترطاً أن تعتذر واشنطن لبلاده وتعوضها عن انسحابها من الاتفاق النووي، في حين بدأ مجلس الأمن الدولي مباحثات بشأن مشروع قرار أميركي يهدف إلى تمديد حظر التسلح المفروض على طهران.
واصلت إيران بعث رسائل إيجابية متسارعة حول التفاوض على وقع الانهيار النقدي التاريخي في قيمة عملتها، بينما بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة تمديد حظر التسلح عليها في مسعى أميركي تصاعدت احتمالات نجاحه بعد نيله موافقة أوروبية.

في هذا السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده ستكون منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن إذا اعتذرت الأخيرة عن الانسحاب من "الاتفاق النووي" المبرم عام 2015، وقدمت تعويضاً لبلاده.

وأضاف روحاني، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي أمس: "ليست لدينا مشاكل في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكن فقط إذا أوفت واشنطن بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، واعتذرت وعوضت طهران عن انسحابها منه عام 2018".

إلا أن الرئيس الإيراني، الذي تجاهل الموقف العلني لخامنئي بتحريم التفاوض مع الأميركيين تحت أي مسمى وبأي شكل، رأى في الوقت نفسه أن دعوات الرئيس الأميركي المتكررة لطهران للدخول في حوار معه "ما هي إلا أقوال وأكاذيب".

وشدد على أن "البيت الأبيض أعلن مراراً أنه مستعد للتفاوض، ويقول إننا نماطل، لكن المشكلة ليست من جانبنا. إيران مستعدة للتفاوض، عندما يكون الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض عازمين على العودة عن المسار الخاطئ والعودة إلى الاتفاق النووي، نحن مستعدون للتفاوض".

تحذير وهجوم

من جانب آخر، حذّر روحاني من أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تخاطر بفقدان استقلاليتها" بعد أن تبنّت قراراً يدعو رسمياً الجمهورية الإسلامية إلى السماح بتفتيش موقعين يشتبه في قيامهما بأنشطة نووية غير معلنة في الماضي.

وقال الرئيس إنّ "الكيان الصهيوني وأميركا مارسا ضغوطا على الوكالة لتراجع نشاطاتها طوال العشرين أو الـ 18 عاما الماضية. إنهما يخدعان الوكالة ويضللانها".

وتابع: "الأساس لدينا هو التعاون مع الوكالة، لكن عليها أن لا تنحرف عن مسارها القانوني، وأن تحافظ على استقلاليتها"، محذراً من أن إسرائيل والولايات المتحدة تشوهان سمعة الوكالة. ودعا روحاني الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي إلى مقاومة الضغوط الأميركية بشأن العمل النووي الإيراني، محذرا المنظمة الدولية من اتخاذ قرارات بدوافع سياسية وغير مهنية.

وندّد بالدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لتقديمها مشروع قرار ضد بلاده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية و"تلطيخ سمعة أوروبا بلا سبب".

ورأى روحاني أن الأوروبيين "لم يعملوا بواجباتهم القانونية، ولم يفوا بتعهداتهم تجاه إيران قبل وبعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وحشروا أنفسهم دون أي مبرر في الظروف الخاصة التي صنعها الكيان الصهيوني وأميركا".

وأشاد بالصين وروسيا الموقعتين على الاتفاق، لرفضهما القرار، مؤكداً أن "إیران مازالت مستعدة لقبول الرقابة القانونیة من جانب الوکالة الدولیة للطاقة الذریة في إطار القانون".

وجاء ذلك بعد أن تبنّت الوكالة القرار الذي قدمته برلين وباريس ولندن خلال اجتماعٍ لمجلس حكام الوكالة الأسبوع الفائت بمقرها في فيينا في ظل تصاعد التوتر حول برنامج إيران النووي في الأشهر الماضية.

وهو أول قرار ينتقد إيران بشأن برنامجها النووي تصوت عليه الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ 2012.

وقد تكون الأنشطة النووية المفترضة التي تريد الوكالة التحقق من طبيعتها، جرت قبل أكثر من 15 سنة في إيران، لكن لا شيء يثبت أنها مستمرة أو تشكل أي تهديد حالياً.

لكن الجمهورية الإسلامية تقول إنّ الوكالة طلبت الدخول استناداً إلى معلومات من الدولة العبرية التي تبناها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في وقت سابق بتمكنه من سرقة أرشيف طهران النووي بعملية استخباراتية وأمنية وصفها بالكبيرة.

حظر السلاح

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي، أول جلسة محادثات بشأن اقتراح أميركي بمد حظر سلاح مفروض على إيران إلى أجل غير مسمى، بدءاً من أكتوبر المقبل.

وقال دبلوماسيون إن "الولايات المتحدة وزعت مسودة قرار بهذا الإجراء على الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعددها 15 دولة، الاثنين الماضي، لكن موسكو وبكين اللتين تملكان حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن أبدتا بالفعل اعتراضهما على الخطوة".

وتدفع واشنطن منذ فترة طويلة إلى ضرورة عدم رفع حظر السلاح المفروض على إيران وفق ما ينص عليه الاتفاق النووي. ونجحت واشنطن في اقناع الدول الأوروبية بتأييد تمديد حظر التسلح على طهران التي تهدد باتخاذ إجراءات قد تنهي الاتفاق النووي في حال تم التمديد.

من جهته، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الأول، من مغبة إنهاء الأمم المتحدة حظر السلاح المفروض على طهران.

وقال بومبيو إنه إذا أنهت الأمم المتحدة حظر الأسلحة في أكتوبر المقبل، فإن إيران ستكون قادرة على شراء طائرات حربية مقاتلة جديدة من روسيا والصين.

ونشر بومبيو خريطة توضح أن أوروبا ستقع تحت نيران إيران إذا رُفع حظر السلاح عن طهران، وهو أمر قال بومبيو إن الولايات المتحدة لن تسمح به.

ويحتاج تمرير القرار إلى موافقة 9 أعضاء وعدم استخدام حق النقض "فيتو" الذي تتمتع به الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا.

ولاحقاً، فرضت الولايات المتحدة عقوبات استهدفت 5 من قباطنة سفن إيرانية أرسلتها طهران أخيراً إلى كراكاس، فيما أكد وزير الخارجية، مايك بومبيو، أن "عرقلة طهران عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تثير تساؤلات خطيرة حول جهود إيران، وما تحاول أن تخفيه".

مطاردة الأكراد

إلى ذلك، واصلت عناصر "الحرس الثوري" الإيراني حشد عناصرها قرب حدود إقليم كردستان العراق وشنت هجوما واسعا ضد عناصر القوات الكردية المعارضة في المنطقة الحدودية لمدينة أرومية بمحافظة أذربيجان عند المثلث الحدودي الواقع بين تركيا والعراق وإيران. وأدت الاشتباكات إلى مقتل 3 من قوات "الحرس الثوري". في السياق، لقي جندي تركي حتفه وأصيب آخر بجروح في منطقة يوكساك أوفا الحدودية جنوب شرقي تركيا جراء نيران أطلقت من الجانب الإيراني.

عقوبات أميركية على قباطنة اسطول السفن الإيرانية لفنزويلا
back to top