أكدت الباحثة وطالبة الدكتوراه في جامعة برادفورد البريطانية المتخصصة في استخدامات التكنولوجيا والمعلومات لإنشاء وتطوير المدن الذكية، أفنان الخالدي، أن التحويل لنظم إدارة المدن الذكية هو الحل الأمثل للمشكلات والصعوبات التي تعانيها الكويت حاليا بعد أزمة كورونا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تُعد علاجا للمشكلات المعتادة والسابقة، كالتعليم الإلكتروني، والعمالة الهامشية، والازدحام المروري، وفيضانات الأمطار، وكفاءة شبكات الصرف الصحي، وضبط موارد الكهرباء والماء.وأضافت الخالدي، في تصريح صحافي، أن الكويت بحاجة لاقتناص الفرصة، والعمل على نقل مدنها إلى مدن ذكية، لتكون سبَّاقة في هذا المجال، وهو ما يتيح لها أفضل الوسائل في استخدام مواردها الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لمواطنيها.
وأوضحت أن المدن الذكية توفر العلاج الناجح لمشكلات عديدة، فتهتم منظومتها بالإدارة الفعالة للتعليم، وتقليل الأعداد العاملة الوافدة، والاستعاضة عنها بالبرامج الإلكترونية الذكية.
تقليل الهدر
وبينت الخالدي أن المدن الذكية توفر علاجات متكاملة لكثير من المشكلات والتحديات التي تواجهها الدول التي تخطط لمزيد من التنمية والازدهار، والكويت لديها الفرصة أن تكون في مقدمة هذه الدول، بما في ذلك التوزيع الصحيح للخدمات التعليمية والارتقاء بها، وتقليل الهدر في جميع الموارد من استخدامات الطاقة الكهربائية والمصادر المائية والغاز الطبيعي، وغيرها من الموارد الأساسية. وبينت أن المدن الذكية هي مدن تستخدم حلولا تكنولوجية مبتكرة، لتحسين مستوى الخدمات لسكانها، سواء من القاطنين فيها أو من الزوار، وهو ما ينعكس على جودة الحياة في هذه المدن، ويساعد على توفير الوقت والموارد، وتحسين أساليب الاستفادة من البنية التحتية والخدمات المقدمة لهم.إنترنت الأشياء
وقالت الخالدي، في شرحها لمفهوم المدن الذكية، إنها تعتمد على استخدام التكنولوجيا الخاصة بإنترنت الأشياء، من أجل ربط المكونات المختلفة في المدينة، بحيث يصبح كل مكون ضمن هذه الشبكة مسؤولاً عن استشعار وجمع مجموعة من البيانات، لافتة إلى أن ما نقصده بالمكونات هنا هو كل الأجهزة في المدينة من إشارات المرور إلى مصابيح الإنارة إلى أجهزة الاستشعار المختلفة، إلى أجهزة إدارة الخدمات والتحكم بها، كالكهرباء والماء والصرف الصحي، وضبط الأمن، وخدمات إطفاء الحرائق، وغيرها الكثير. وذكرت الخالدي أن أكثر من 600 مدينة في العالم من حيث سرعة النمو والتطور ستكون منتجة لنحو 60 في المئة من النمو الاقتصادي الدولي بين عامي 2010 و2025، وفق دراسة لمعهد ماكينزي العالمي، حتى تضمن هذه المدن الوصول إلى هذا المستوى من النمو والحفاظ عليه.وكان النائب محمد الدلال أعلن تقديمه اقتراحا برغبة في مجلس الأمة يدعو فيه الحكومة وأجهزة الدولة إلى تبني التحول إلى الإدارة الذكية، من خلال التحول إلى إنشاء المدن الذكية في الكويت.