تحدث الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أمس الأول، عن «صحوة كبرى» في الولايات المتحدة قد تسمح بهزيمة خليفته دونالد ترامب في انتخابات الثالث من نوفمبر وتحمل نائبه السابق والمرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وخلال حملة تبرعات افتراضية شارك فيها نحو 175 ألف شخص، قال أوباما، الذي امتنع إلى حد كبير عن انتقاد إدارة ترامب قبل أن يغير نهجه منذ انطلاق حركة الاحتجاج التاريخية ضد عنف الشرطة وعنصريتها مع السود في 25 مايو: «لا أؤمن بأحد أكثر من صديقي العظيم جو بايدن لتضميد جراح البلد وإعادته إلى المسار الصحيح».

Ad

وتابع أوباما: «ما يجعلني أشعر بالتفاؤل هي الصحوة الكبرى التي نشهدها خصوصاً بين شباب لا يعلنون فحسب رفضهم لنهج حكومة ترامب الفوضوي وغير المنظم والخسيس بل يشعرون برغبة قوية في رفع التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة منذ قرون».

واتهم أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة البيت الأبيض والجمهوريين والإعلام المحافظ بضرب «الأسس وتعزيز الانقسام بقوة»، موضحاً أن «هذا يوحي بأن الحقائق لا تهم، والعلوم لا تهم. وتحويل وزارة العدل ببساطة إلى امتداد وذراع للمخاوف الشخصية للرئيس».

وأشار أوباما إلى أنه «في عهد ترامب يقول أشخاص مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون أو الرئيس الصيني شي (جينبينغ) لسنا خاضعين لأي ضغوط ولا نحتاج للقيام بأي خطوة حيال المنشقين الذين سجناهم أو المجموعات الإثنية التي نمارس التمييز بحقها لأن لا أحد سيحاسبنا».

وقال بايدن، الذي سمحت شعبية أوباما الكبيرة في صفوف الديمقراطيين لجملته بتحقيق رقم قياسي في جمع الأموال بلغ 11 مليون دولار، «بلدنا أفضل وأكثر ذكاء وسخاء مما يمكن لترامب أن يدرك».

القانون والنظام

وفي ثالث زيارة هذا العام إلى أريزونا، التي فاز بها بشق الأنفس في 2016، ركز ترامب، أمس الأول، على موضوع القانون والنظام خلال تجمع انتخابي في فينيكس ضم بضعة آلاف من الشبان، على غرار تجمعه الأول في تولسا بولاية أوكلاهوما، الذي اجتذب أنصاراً أقل من المتوقع وكشف عن مواطن ضعف محتملة في حملته.

واعتبر ترامب أن محاولة إسقاط تمثال الرئيس آندرو جاكسون قرب البيت الأبيض ليل الاثنين ـ الثلاثاء وكذلك إقامة «منطقة مستقلة» في سياتل سببان يدعوان لإبقائه في السلطة وليس انتخاب منافسه الديمقراطي جو بايدن في اقتراع الثالث من نوفمبر، ورأى أن «هذا السلوك ليس لحركة سياسية سلمية ولكن لشموليين ومستبدين وأشخاص لا يحبون بلدنا».

وقال ترامب من خارج كنيسة دريم سيتي، حيث فرقت الشرطة بالقوة مسيرة لحرية التعبير، إن من يحتجون على الظلم العنصري ووحشية الشرطة «يكرهون تاريخنا وقيمنا وكل شيء نقدره ونعلي من شأنه كأميركيين». وأضاف: «نحن لا ننحني للمتنمرين اليساريين».

ولليوم الثاني، وجّه ترامب، أمس الأول، تحذيراً شديد اللهجة للمتظاهرين في واشنطن، مهدداً باستخدام «قوة جدية» إذا حاولوا إنشاء منطقة ذاتية لهم على غرار ما جرى بسياتل.

وكتب ترامب على «تويتر»: «لن تكون هناك أبداً منطقة حكم ذاتي في واشنطن ما دمت رئيسكم. وإذا حاولوا فسنقابلهم بقوة جدية»، مضيفاً: «ندرس فرض أحكام سجن طويلة الأجل، وفوّضت الحكومة الفدرالية اعتقال أي شخص قام بتخريب أو تدمير أي نصب أو تمثال أو أي ممتلكات اتحادية أخرى».

وأوضح ترامب أنه «سيتم اتخاذ هذا الإجراء على الفور، لكن يمكن استخدامه أيضاً بأثر رجعي للتدمير أو التخريب الذي حدث بالفعل. لن تكون هناك استثناءات!»

وفي تحرك تزامن مع استهداف وتخريب تمثال الرئيس الأسبق آندرو جاكسون، حاول محتجون إنشاء مخيمين في محيط البيت الأبيض على غرار «المنطقة الخالية من الشرطة» التي أقيمت قبل أسبوعين في مدينة سياتل، وكتبوا خصوصاً الأحرف الأولى من اسم «منطقة البيت الأسود للإدارة الذاتية» على كنيسة سانت جون.

ولاحقاً، قرر موقع «تويتر» للمرة الرابعة حجب تغريدة ترامب وضع عبارة توضح أن مضمونها «يخالف» قواعده حول «المحتويات غير الملائمة الإضرار بشخص أو بمجموعة أشخاص»، لكنه ترك للمستخدمين حرية قراءتها.

حملة جمهورية

وفي إشارة أخرى إلى أن ترامب أبعد بعض الأعضاء في حزبه، ذكرت مصادر مطلعة أن عشرات الجمهوريين من مسؤولي الأمن القومي السابقين يعملون على تشكيل مجموعة ستقدم الدعم لبايدن علناً قبل عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي في أغسطس.

وأوضحت المصادر أن الخطة تضم نحو 24 مسؤولاً خدموا تحت قيادة الرؤساء الجمهوريين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش الأب وجورج بوش الابن.

وبحسب الأشخاص المعنيين الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، يقود المبادرة جون بيلينغر الثالث وكين وينستاين، وكلاهما شغل مناصب عليا في عهد بوش الابن.