هل تبدو أسهم مؤشر ناسداك مثل فقاعة السبعينيات؟

نشر في 26-06-2020
آخر تحديث 26-06-2020 | 00:00
مؤشر ناسداك
مؤشر ناسداك
حقق «ناسداك» أخيراً مستوى إغلاق تاريخيا أعلى عشرة آلاف نقطة، كما يعد الإغلاق القياسي الحادي والعشرين هذا العام فقط، وذلك بدعم من صعود أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى على رأسها «آبل» (AAPL.O) و«أمازون دوت كوم» (AMZN.O) و«فيسبوك» (FB.O) و«مايكروسوفت» (MSFT.O) و«ألفابت» (GOOGL.O) و«نتفليكس» (NFLX)، وتختصر جميعها في كلمة (FANGAM).

وتعد أسهم هذه الشركات الست استثمارات جيدة بالنسبة للكثيرين حول العالم، وجميعها تبلي بلاء حسناً على الرغم من أزمة فيروس «كورونا»، وهو ما أعاد إلى الأذهان فترة السبعينيات من القرن الماضي وما حدث وقتها من فقاعة مالية سميت بـ «نيفتي فيفتي».

- عرفت «نيفتي فيفتي» بأنها عبارة عن مجموعة من 50 سهماً كانت المفضلة لدى المستثمرين في أوقات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وجذبت زخما شرائياً متواصلاً في تلك الفترة.

- وصف محللون أسهم الشركات الخمسين بأنها استثمار «القرار الواحد» والذي يتلخص فقط في شراء هذه الأسهم والاحتفاظ بها ربما للأبد.

- من بين نجوم «نيفتي فيفتي» أسهم شركات «جنرال إلكتريك» (GE.N) و«كوكاكولا» (KO.N) و«آي بي إم» (IBM) و«زيروكس» (XRX.N) و«والت ديزني» (DIS.N) و«وول مارت» (WMT)، وغيرها من الشركات التي كانت تبلي بلاء حسناً وتجذب المستثمرين إليها بشكل كبير.

- كانت أسهم «نيفتي فيفتي» مفضلة لدى المستثمرين في سبعينيات القرن الماضي بسبب مكرر ربحيتها المرتفع والذي يقارنه محللون بمكرر ربحية أسهم شركات التكنولوجيا المذكورة سلفاً.

- ربما تشير أسهم القطاع التكنولوجي حالياً، خصوصاً أسهم الشركات الست «آبل» و«مايكروسوفت» و«نتفليكس» و«فيسبوك» و«ألفابت» و«أمازون» إلى «نيفتي فيفتي» العصر الحالي، لكن محللين يحذرون من أن هذا الأمر يحمل مخاطر عدم استقرار ويشكل فقاعة مالية.

- تكمن الخطورة في أنه لو فشلت شركة من «نيفتي فيفتي» في تحقيق أرباح، فإن المستثمرين الذين اشتروا سهمها بسعر مرتفع ربما يتكبدون خسائر فادحة عند الهبوط - بعد إعلان عدم جني أرباح أو تسجيل خسائر أو ما شابه.

- يجب أن تكون أسهم «نيفتي فيفتي» مميزة وقيادية في صناعاتها كي تدخل القائمة مثل «كوكاكولا» التي تفوقت في صناعة المشروبات الغازية و«ماكدونالدز» في صناعة الوجبات السريعة «وول مارت» لمتاجر التجزئة وهكذا.

- نجحت الكثير من شركات «نيفتي فيفتي» في تجاوز فترات عصيبة كالركود الاقتصادي والأزمات المالية والفقاعات على مدار عقود.

- تستفيد شركات التكنولوجيا كثيراً من أزمة فيروس «كورونا»، فعلى سبيل المثال، من المتوقع مواصلة «غوغل» جذب المعلنين، وهو ما يعني استمرار تفوق سهمها وجني المزيد من الإيرادات والأرباح.

- لكن الحقيقة تقول إنه لا يمكن لشركة الاستمرار في النمو والصعود وجني الإيرادات والأرباح طوال الوقت وهو ما سيجعل قيمة هذه الشركة أعلى بكثير مما هو موجود وقائم على أرض الواقع.

- في فترة السبعينيات أثناء تشكل فقاعة «نيفتي فيفتي»، كانت هناك قاعدة لدى المستثمرين، وهي شراء سهم أي من الشركات الخمسين بأي سعر نظرا لأنها كانت شركات كبرى ومتفوقة في صناعاتها كثيراً.

- الفارق الآن هو أن أسهم شركات التكنولوجيا «نيفتي فانجام» ليست مرتفعة بنفس القدر التي كانت عليه أسهم شركات «نيفتي فيفتي» في سبعينيات القرن الماضي.

- ما حدث أن سهم «كوكاكولا» مثلا كان مرتفعاً في الفترة بين عامي 1972 و1974 نتيجة الطلب عليه بشكل قوي من المستثمرين الراغبين في الاستفادة من «نيفتي فيفتي»، لكن لاحقاً، هبطت قيمة السهم بنسبة 50 في المئة وتوالى هذا الأمر في السنوات اللاحقة حتى خسر مستثمرو «نيفتي فيفتي» الكثير بحلول أوائل الثمانينيات.

- يستفاد من ذلك أن نمو الشركة وحجمها ليسا كافيين من أجل شراء سهمها والاحتفاظ به، بل يجب النظر إلى عوامل أخرى مثل حالة الاقتصاد من معدلي الفائدة والتضخم - وهما أقل حاليا مما كانا عليه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي - وأيضا مراقبة أداء كل شركة والتحديات التي تواجهها.

back to top