نقطة: في خيمة القذافي
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
أهلاً أهلاً، هذا ما ظهر من التسجيلات حتى الآن، ومنها من ينتظر نَحبه، وما فعله "الواد المجنون بتاع ليبيا"، كما أسماه السادات، من تسجيل لحواراته مع ضيوفه هو عين العقل، ومعمول به في أغلب دول العالم من باب الحفظ والتوثيق، غير المعتاد في حالتنا هو خروجها للعلن، وهذا ما لَم يتوقّعه السادة الضيوف الأكارم، وقبل أن يوضحوا، فإنني مقتنع بأن ما ظهر من حديثهم مجزأ ومُحرّف ومبتور، لكن المصيبة ليست بكلامهم الإنشائي وتآمرهم الطفولي مع سيادة العقيد "الجوكر"، بل بشَدّ رحالهم إليه أصلاً واقتناعهم وهم بكامل قواهم العقلية - كما يُفترض - بوجود حلول لقضايا الأمة والعالم لدى العقدة ذاتها، في حين أنه في المقابل كان كل واحد منهم تسبقه الهالات عن قدراته الخارقة بالكشف عن المؤامرات العالمية والدراية ببواطن الأمور، ويُنظّر علينا بتعالٍ وفوقية عن ضرورة الثورة والتمرد، وأنظمة الخليج العميلة والوظيفية، وبقية المصطلحات التي كما اتضح أنهم يحفظونها دون فهم ويرددونها تقية لا إيماناً، فظهر لنا في الفصل الأخير أنّهم مجرّد دُمى "مضحوك" عليها من قبل ملك ملوك إفريقيا لا أكثر، فلا عمق نفع ولا تنظير شفع، ولأنّ حالتهم ميؤوس منها - فمن يصدق القذافي يصدق بابا نويل أيضاً - فلا أؤيد توجيه أية اتهامات لهم بالتآمر أو الخيانة، لا سمح الله، فيكفيهم عار المقابلة في حدّ ذاته، والحديث بجديّة مفرطة مع سيادة الرئيس، لكنّهم بالتأكيد يستحقون المحاكمة عن إحدى التهمتين، الغباء الزائد أو خداع الشعوب، والخيار لهم في تحديد التهمة التي يرونها تليق بهم وبتاريخهم المشرّف.