جاسوس قاسم سليماني: أنا ضحية تصفية حسابات داخلية
«شبكة بـالحرس الثوري وحزب الله وشت بقائد فيلق القدس»
كشف مصدر في السلطة القضائية الإيرانية لـ«الجريدة»، أن محمود مصطفى مجد، الذي أُدين بالتجسس لمصلحة «الموساد» الإسرائيلي والاستخبارات الأميركية «CIA»، قدم لائحة اعتراض للمحكمة العليا، عبر محاميه، ترفض الاتهامات الموجهة إليه بنقل معلومات عن تحركات قائد «فيلق القدس» الراحل قاسم سليماني، الذي قُتل بضربة جوية أميركية في يناير الماضي، وتؤكد أنه «ضحية تصفية حسابات داخلية وصراعات في الحرس الثوري».وأفاد المصدر بأن المتهم أكد في لائحته أن اعترافاته، التي قدمها جهاز أمن «الحرس الثوري» إلى المحكمة، انتُزِعت منه بالجبر والضرب والتهديد، مؤكداً أنه لم يُسمَح له بمقابلة محاميه، أو حتى قاضي التحقيق قبل أخذ الاعترافات منه، وبعد انتزاعها منه وُضِع في غرفة خاصة نحو شهرين؛ لتختفي آثار التعذيب عن جسده، ثم عُرِض على المحكمة.وأضاف أن مجد زعم أن الأموال التي ذكر «الحرس الثوري» و«حزب الله» اللبناني، الذي اعتقله، أنها أُودعت في حسابه من الدولة العبرية، كانت حيلة تضمنت فتح عناصر من الحزب اللبناني لحساب بنكي باسمه دون علمه، لافتاً إلى أن المتهم أكد أنه لم يحصل على أي مبلغ من الحساب المزعوم، وطالب بالتحقيق في ادعائه، وإثبات أي دليل على قيامه بفتح الحساب.
وذكر أن مجد كتب مذكرة أخرى، هرّبها من السجن لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، طالب فيها بنجدته بعد كشفه لشبكة فساد تمتد داخل «الحرس الثوري» و«حزب الله»، وأوضح أن عملية اتهامه بالتجسس بدأت بعد كتابته تقريراً لجهاز أمن «الحرس» عن سرقات ونهب أموال واختلاسات وتهريب مخدرات من بعض ضباط الجهاز الإيراني، وعناصر بـ «حزب الله» يعملون بالمناطق السورية، وضباط بالنظام السوري، وعناصر أفغانية يستخدمون خلالها الطيران العسكري الذي ينقل المقاتلين ولا يتم تفتيشه.وأشار المصدر إلى أن مجد، الذي كان يعمل مترجماً وسائقاً خاصاً لسليماني في سورية، اتهم في مذكرته، الذين اعتقلوه بحياكة مؤامرة ضده وضد قائد «فيلق القدس» الراحل، لأنه كان يتحقق من صحة تقريره.يذكر أن مجد اعتُقِل منذ نحو سنتين من جهاز أمن «حزب الله» في سورية بتهمة التجسس لمصلحة تل أبيب وواشنطن، واستناداً إلى تقارير مصرفية تثبت أنه يتلقى راتباً شهرياً يزيد على خمسة آلاف دولار من الأميركيين والإسرائيليين.وتم تسليم المتهم إلى جهاز استخبارات «الحرس» الذي نقله إلى طهران للتحقيق معه ومحاكمته، وحكمت السلطات الإيرانية على مجد بالإعدام، منتصف يونيو الجاري، وقالت إنها ستنفذه قريباً.