الرجل المريض (1- 2)
![محمد أحمد المجرن الرومي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
في السنوات العشرين الأخيرة انتقل وصف الرجل المريض من الدولة العثمانية إلى الدول العربية التي تشهد أوضاعاً سيئة، وتحف بها الأخطار من جميع الجهات، فقد حصلت اضطرابات وانقلابات وتغير أنظمة وسوء الأحوال الاقتصادية، وخلافات بين الأنظمة، فأصبحت الدول العربية ضعيفة ومفككة، مما شجع القوى الأخرى في المنطقة وخارجها للتدخل في الشؤون العربية، ومحاولة السيطرة على اتخاذ القرار فيها وضمها إلى جانبها سياسيا، وتوسعت هذه الدول في تدخلها في الآونة الأخيرة نظراً للضعف العربي.فعلى سبيل المثال نجد أن إيران تتدخل في الشأن العربي، وهذا واضح في لبنان الذي خلقت فيه حزباً يأتمر بأمرها حتى صار رقما صعبا في المعادلة السياسية اللبنانية، والتدخل الإيراني واضح في الشأن العراقي، فبعد سقوط نظام صدام حسين بعد غزوه الغاشم والهمجي للكويت جاء نظام سياسي في العراق موال لإيران بسبب السياسة الأميركية في فترة سقوط النظام السابق، ولم تكتف إيران بذلك بل انتقلت إلى سورية، وتدخلت عسكريا، فامتد نفوذها داخل سورية، ولم يسلم اليمن من التدخل الإيراني عبر الحوثيين الذين يستمدون قوتهم من الدعم الإيراني، إلى جانب التدخل بين الحين والآخر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية. في الجانب الآخر نجد أن تركيا هي الأخرى تفتحت شهيتها للتدخل في الشأن العربي، فكان تدخل تركيا المباشر في سورية التي شهدت حربا ضروسا استمرت عدة سنوات ومازالت غير مستقرة، والتدخل التركي ملاحظ في العراق وخصوصا في الأراضي المحاذية لتركيا، ولم تكتف تركيا بذلك فقد عبرت مياه البحر المتوسط ووصلت إلى ليبيا التي ابتليت بالحرب الداخلية بين فصيلين ليبيين كل طرف فيهما مدعوم من الخارج، وأدت تركيا دورا في مساندة أحد الأطراف، ولا ننسى الدور الروسي في التدخل في سورية ووجودها العسكري الكبير المتمثل بقواعدها المنتشرة في الأراضي السورية، كما أن بعض الدول الغربية هي الأخرى تتدخل في الشؤون العربية حسب مصالحها. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الوطن العربي هو الذي دائما تقوم فيه الحروب بالوكالة ومسرح لكثير من الحروب العالمية ومنها الحربان العالميتان وما تبعهما من حروب إقليمية؟