نوعية من كبار الموظفين
هم في الغالب كبار في السن أو في بدايات مرحلة الكِبر، يملكون خبرات تحتاج مواءمة مع الحاضر، يتنقلون بمحركات اجتماعية وعائلية مثل "حطب الدامة" بين مجلس إدارة وآخر، سيرتهم الذاتية طويلة جداً، إنجازات تقليدية وربما أخرى مهمة، لكن أكثرها إحصاء لتعيينات هنا وهناك.
أول العمود: التحقيقات مع النائب البنغالي تثير روائح كريهة في أجهزة الدولة.***
نوعياتهم ربما تكون قليلة كعدد، لكنهم أصبحوا كالوسم في تقاليد الإدارة الكويتية، ففي الغالب هم كبار في السن أو في بدايات مرحلة الكِبر، يملكون خبرات تحتاج مواءمة مع الحاضر، مقطوعو الصلة مع مجريات عالم يحكمه تسارع مجنون في كل شيء، يحضرون المآدب والمناسبات، ويبارك لهم الحضور بتعييناتهم في مناصب جديدة بين صادق ومنافق، ويردون كالعادة على التبريكات بأنهم غير راغبين في المناصب لكنهم أُرغموا عليها برجاء "حار" وربما توَسُل من أهل القرار!يتنقلون بمحركات اجتماعية وعائلية مثل "حطب الدامة" بين مجلس إدارة وآخر، سيرتهم الذاتية طويلة جداً، إنجازات تقليدية وربما أخرى مهمة، لكن أكثرها إحصاء لتعيينات هنا وهناك.يتم زرعهم أحياناً في هيئات جديدة أنتجها تشريع بائس ليحققوا نوعاً من التوازن في طريقة إبحار هذه المؤسسات في المجتمع، وتكون مهمتهم كبت الجنوح إلى الهدف الواضح من وراء إنشاء تلك المؤسسات، يعرضون أفكارهم مع حرص شديد على تغليفها بمتطلبات "التروي" و"عدم الاندفاع" و"الحكمة" و"الموازنة"، وما إن ينجحوا في تكسير فكرة جيدة حتى يُسِرُّوا للحلقة المُقَرّبة منهم بالقول: نجحنا في وقف "الانحراف" بالمؤسسة، فيُصَفَّق لهم على حكمتهم التي بسببها أصبحوا "حطب الدامة".هم حريصون على التذكير المُمِل بخبرتهم السابقة، وإنجازاتهم القديمة، لا جديد لديهم سوى الأطلال، ينصحون الشباب على الدوام بالتواصل معهم قبل أي اندفاع! لأنهم مخزن الحكمة، ويظهرون على الدوام رغبتهم في الاستراحة من عناء العمل والتكاليف التي تأتيهم بحكم "ثقلهم"، لكن باطنهم لا يستطيع تمضية دقائق العمر بعيداً عن الضوء والكراسي الأمامية.يدَّعون دائماً أنهم كانوا وراء ذاك المشروع المهم، أو تلك الفكرة الجهنمية التي تم الأخذ بها، ويتصادف في مآدب وملتقيات أخرى أن يدّعي حكيم آخر ملكيتها، وتضيع "الطاسة"، من بين أجنداتهم نقل "النعيم" إلى أبنائهم وأقربائهم في أجهزة الدولة السخية بكل سلاسة وهدوء.