يستخدم القيمون على الشواطئ الإسبانية الطائرات المسيّرة والكاميرات والأشرطة الملونة لضمان سلامة السيّاح الذين يقضون عطلهم في زمن كوفيد-19.ورغم أنه تمّ احتواء الوباء بشكل كبير، تستعد المنتجعات الإسبانية لصيف غير مألوف اتّخذت خلاله سلسلة إجراءات لضمان سلامة مرتادي الشواطئ.
وفوق خليج منتجع يوريت دي مار في شمال شرق إسبانيا، تحلّق طائرة مسيّرة لمراقبة الشاطئ للتأكّد من عدم حدوث أي اكتظاظ.ويوضح رئيس بلدية المدينة جاومه دولسيت أن الهدف هو "الموازنة بين ارتياح الناس واسترخائهم وضمان وجود بيئة سليمة" للقيام بذلك.ووضع مجلس البلدية في المنتجع الواقع على بعد نحو 70 كلم من برشلونة خططا لطمأنة السيّاح غداة الوباء الذي أودى بأكثر من 28300 شخص في إسبانيا.واقيمت حواجز على الشواطئ التي دائما ما تكون مكتظة خلال الصيف بينما تم نشر كاميرات وأجهزة استشعار تنقل معلومات مباشرة للزوار عبر تطبيق على هواتهم النقالة.كما تم نشر موظفين من البلدية لتنبيه رواد المنتجع الى أي تصرّف يخالف قواعد منع تفشي الفيروس فيما تذكّر الطائرات المسيّرة الزوار بالتباعد الاجتماعي في حال حصل أي اكتظاظ.كما تعتزم السلطات المحلية إجبار الزوار على حجز أماكنهم على الشاطىء لتسهيل السيطرة على الوضع، لكنها فكرة لن تطبّق حاليا في هذا المنتجع الرائج في أوساط السيّاح الفرنسيين والبريطانيين.وحاليا، لا يمكن رؤية إلا بضعة زوار يضعون لوازمهم على رمال الشاطئ البالغ طوله كيلومترا والقادر على استيعاب ما يصل إلى 15 ألف شخص.ويقول خوسيه ماريا كيسيو (78 عاما) "عادة يكون المكان ممتلئا في هذه الفترة لكن لا يوجد حتى الآن إلا عدد قليل جدا من الناس ما يسهّل احترام التباعد".وجهّز وزوجته أولغا (81 عاما) مقاعد قابلة للطي على بعد بضعة أمتار من الشاطئ داخل منطقة محاطة بشريط أحمر تم تخصيصها لمن هم فوق السبعين.وقالت زوجته لدى خروجها من البحر "هذه منطقتنا. يجعلك ذلك تشعر بأمان أكبر. الوضع جيّد. أفضل من قبل".وعلى بعد نحو 50 مترا، يجلس منقذ في برج المراقبة الخاص به واضعا نظارات شمسية وكمامة من القماش.وإلى جانب مهامه المعتادة، يتعيّن عليه الانتباه لأي شخص يخالف قواعد التباعد وأن يعقّم الحمامات ومواقع الإسعاف الأولي.ويقول منسّق عمليات الإنقاذ جويل دا سيلفا "أولويتنا هي ضمان عدم غرق أي شخص. لكن من الآن فصاعدا، نساعد كذلك في باقي الأمور".وتشمل خطة مجلس البلدية تدريب 8500 عامل على كيفية ضمان الصحة والسلامة في أماكن من هذا النوع كما في المطاعم والفنادق والملاهي الليلية.ويقول دولسيت "هناك امور كثيرة لا تزال غير واضحة لكننا أدينا واجبنا ونحن على استعداد لاستقبال السياح وننتظرهم بشغف. نأمل أن نتمكن من إنقاذ الموسم".وعلى غرار يوريت دي مار، طوّرت منتجعات عديدة استراتيجيات لتجنّب الاكتظاظ على شواطئ إسبانيا البالغ طولها 8000 كلم، والتي تعد ملاذا لملايين السياح من داخل البلاد وخارجها.وتتعدد الإجراءات انطلاقا من أجهزة استشعار تقفل المنطقة عند بلوغها قدرتها الاستيعابية مرورا بتحديد مناطق للمجموعات وصولا إلى حظر الألعاب التي تحتاج لمساحة واسعة أو يشارك فيها عدد كبير من الأشخاص.وهناك كذلك مهمّة تعقيم المقاعد والمظلات.ويؤكد فيديو ترويجي لمنتجع بنيدورم (جنوب شرق) والرائج خصوصا في أوساط السياح البريطانيين "تغيّرت طريقة ارتيادنا للشاطئ هذا العام، لكن ذلك لا يعني أنه لا يمكننا الاستمتاع به".وتم تقسيم الشاطئين الرئيسيين في المنتجع إلى مناطق تبلغ مساحة كل منها أربعة أمتار مربّعة يمكن للزوار حجزها عبر تطبيق.لكن النظام لم يستخدم بعد نظرا لغياب الزوار عن البلدة التي استضافت نحو 16 مليون شخص العام الماضي.
دوليات
اسبانيا تراقب تجمعات الشواطئ بالطائرات المسيرة
27-06-2020