أعلنت إيران الأحد أن وضع الكمامات سيكون إلزامياً في أماكن معيّنة وسمحت للمحافظات الأكثر تأثّراً بتفشي كورونا المستجد بإعادة فرض القيود، في ظل ازدياد عدد الوفيات بالفيروس في البلد الأكثر تأثّراً به في الشرق الأوسط.

وكشف عن هذه الخطوات في وقت أحصت إيران 144 وفاة جديدة بـ «كوفيد-19»، في أعلى حصيلة يومية منذ نحو ثلاثة أشهر.

Ad

وامتنعت الجمهورية الإسلامية عن فرض تدابير إغلاق كاملة لوقف تفشي كوفيد-19 بينما اعتبر استخدام الكمامات والمعدات الواقية اختياريا في معظم المناطق.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه سيكون على إيران التعايش مع الفيروس «على المدى الطويل»، بينما أعلن الإجراءات الأخيرة لمكافحته.

وأفاد روحاني خلال اجتماع متلفز لفريق العمل الحكومي المكلّف مكافحة الوباء، أن وضع الكمامات سيكون «إلزامياً في الأماكن المغلقة التي تشهد تجمّعات».

وسيدخل الإجراء حيّز التنفيذ اعتباراً من الأسبوع المقبل وسيتواصل حتى 22 يوليو وسيتم تمديده إذا لزم الأمر، بحسب الرئيس.

وأكد روحاني أن وزارة الصحة وضعت «لائحة واضحة» لأنواع الأماكن والتجمّعات التي تعتبر خطيرة، دون أن يقدّم تفاصيل.

ولم يحدد العقوبة التي ستتخّذ بحق الأشخاص الذين لا يلتزمون الإجراء.

وأكد نائب وزير الصحة إيراج حريرجي أنه «لن يتم تقديم الخدمات» للأشخاص الذين لا يضعون كمامات في أماكن على غرار «المديريات الحكومية ومراكز التسوّق».

لكن تطبيق الإجراء قد يكون صعباً إذ بحسب رئيس بلدية طهران، فإن كثيرين لا يضعون الكمامات في الأماكن حيث كان الأمر إلزامياً في الأساس على غرار وسائل النقل العام في العاصمة.

ونقلت وكالة «إسنا» شبه الرسمية للأنباء عن رئيس بلدية العاصمة بيروز حناجي قوله إن «خمسين في المئة من ركاب المترو يضعون الأقنعة... والعدد اقل بالنسبة للحافلات».

وتابع «لا يمكننا مواجهة الأشخاص الذين لا يضعون كمامات بالقوة».

وسجّلت إيران أولى الإصابات لديها بـ «كوفيد-19» في 19 فبراير وكافحت مذاك لاحتواء تفشي الوباء.

وأعلنت وزارة الصحة الأحد تسجيل 144 وفاة بالفيروس خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية منذ 5 أبريل، ليبلغ العدد الإجمالي للوفيات جرّاء الوباء 10508.

وأفادت المتحدثة باسم الوزارة سيما سادات لاري أن العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة بالفيروس بلغ 222,669 مع تسجيل 2489 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأظهرت الأرقام الرسمية ارتفاعا في عدد الإصابات الجديدة المؤكدة منذ مطلع مايو عندما سجّلت إيران عدد إصابات يومية كان الأدنى منذ شهرين.

وقالت لاري «بالنظر إلى الأرقام المتزايدة، أناشدكم لاستخدام الكمامات في الخارج وفي الأماكن المغلقة».

وأغلقت إيران المدارس وألغت المناسبات العامة وحظرت التنقل بين محافظاتها الـ31 في مارس، لكن الحكومة بدأت رفع القيود منذ أبريل في مسعى لإعادة فتح اقتصادها الذي يرزح تحت وطأة العقوبات الأميركية.

وانخفضت قيمة عملتها المحلية إلى مستويات جديدة مقابل الدولار الأميركي في الأيام الأخيرة، خصوصا على خلفية تدابير إغلاق الحدود وتوقف الصادرات غير النفطية، بحسب المحللين.

وأدى ازدياد الإصابات إلى تصنيف بعض المحافظات التي لم تتأثّر بالفيروس في السابق ضمن النطاق «الأحمر» (أي أعلى مستوى على مقياس إيران لخطر تفشي الفيروس)، ما دفع السلطات للسماح لتلك المناطق بفرض قيود على الحركة إذا تطلب الأمر.

وأكد روحاني أنه سيتم توسيع نطاق الإجراء ليشمل المحافظات التي تضم مناطق في «الأحمر».

وقال «يمكن للجنة (المكلفة مكافحة الفيروس) في المحافظة حيث توجد منطقة في الأحمر أن تعرض إعادة فرض قيود لمدة أسبوع»، قابلة للتمديد إذا لزم الأمر.

وأطلقت وزارة الصحة حملة «أضع كمامة» السبت وناشدت الإيرانيين الالتزام بالإرشادات الرامية للحد من تفشي الفيروس.

وكشف حريرجي السبت أن إيرانيا يصاب بـ «كوفيد-19» كل 33 ثانية ويتوفى شخص في البلاد جرّاء الوباء كل 13 دقيقة.

ويذكر أن منطقة زنجان في شمال غرب البلاد أعادت بالفعل فرض قيود احتواء الفيروس لمدة أسبوعين، وفق ما أعلن محافظها في مقابلة تلفزيونية.

وقال علي رضا أصغري أن ذلك جاء بعد «اللامبالاة التي أظهرها سكان زنجان وارتفاع عدد الوفيات (جرّاء الفيروس) لدينا في الأسابيع الأخيرة».

وأضاف أن القيود تشمل إغلاق قاعات حفلات الزفاف وحظر الجنازات في المساجد، وهي مناسبات تشهد عادة تجمّعات كبيرة.