خاص

حمود القشعان لـ الجريدة•: الحَجْر ضاعف حالات العنف الأسري بسبب الاكتئاب

نحتاج إلى خطة لإعادة بناء الشخصية بعد كورونا ومجلس أعلى لإدارة الأزمات

نشر في 29-06-2020
آخر تحديث 29-06-2020 | 00:07
عميد كلية العلوم الاجتماعية، استشاري الأسرة والمراهقة، د. حمود القشعان
عميد كلية العلوم الاجتماعية، استشاري الأسرة والمراهقة، د. حمود القشعان
أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية، استشاري الأسرة والمراهقة، د. حمود القشعان، أن طريق العودة إلى الحياة الطبيعية بعد «كورونا» طويل، مطالبا بإنشاء مجلس أعلى لإدارة الأزمات، لمعالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي خلّفتها أزمة جائحة «كوفيد 19» وما تبعها من أزمات اقتصادية وحجر منزلي.
وقال القشعان، في حوار خاص مع «الجريدة»، إن الكويت بحاجة إلى التعاون بين وزارات الدولة ووضع خطة شاملة لإعادة بناء الشخصية الكويتية بعد الجائحة، لاسيما بعد زيادة حالات العنف الأسري والاكتئاب والوسواس القهري والهلاوس... وفيما يلي نص الحوار.
• في البداية... ما هي الآثار التي يتعرّض لها الأشخاص خلال الحجر المنزلي؟

- لدينا 10 بالمئة من الرجال في الكويت معرّضون للإصابة بالاكتئات مقابل 20 بالمئة من النساء، هذه النسب زادت خلال فترة الحجر، خصوصا بعد إغلاق جهات العمل والأسواق، لأنها كانت متنفسا للناس، لذلك ارتفعت نسبة الاكتئاب، وبالرغم من أنني لا أملك الإحصاءات الدقيقة لهذه الحالة، فإنها واضحة من خلال الاتصالات التي تردنا.

كما زادت أعراض أخرى تسمى "الشخصية الحدية"، وهناك حالات لديها اضطرابات نفسية وتكون كامنة وغير ظاهرة بسبب انشغالهم في الحياة العملية، لكن خلال فترة الجائحة والحجر المنزلي زادت حدية التعامل، وأصبح الناس يتقاربون بحذر ويتباعدون براحة، وما أراه اليوم حقيقة "الاندفاعية" وعدم المبالاة بالآخرين، خاصة بين الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 21 و28 سنة.

وما أتوقّعه في المستقبل بالكويت أن يكون لدينا بعض الاضطرابات فيما يسمى بالوسواس القهري، وهناك حالات أخرى قد تكون عبارة عن "هلاوس"، تسبب الشعور بالمرض، رغم عدم وجوده، لذلك ستكون هناك مراجعات كثيرة للمستشفيات والمستوصفات، وبعد الفحوص تكتشف أنه لا يعاني أي عارض جسدي، وهذه الحالة نسميها "الأعراض النفس جسمانية"، أو ما يسمى في علم النفس "السيكوسوماتية"، وهذه كلها أعراض من المتوقع أن تكون موجودة.

ولكن ما بعد "كورونا" سيكون عند الناس حذَر في الاختلاط العام، ونحتاج إلى وقت طويل للعودة الى الوضع الطبيعي، ولذلك أدعو إلى أن يكون هناك تحالف كبير بين مؤسسات الدولة، خاصة وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والأوقاف والشباب، بحيث يكون هناك مجلس أعلى لإدارة الأزمات ما بعد "كورونا المستجد"، ونحتاج إلى خطة شاملة لإعادة بناء الشخصية الكويتية بعد انتهاء الجائحة.

العنف الأسري

• حدثنا عن الحالات التي واجهتها.

- هناك حالات مختلفة واجهتها، خاصة ما يمر عليّ من أحداث كثيرة، منهم يعاني الضجر ممن حوله، وحالات العنف الأسري، والمقصود منه ليس العنف الجسدي، إنما العنف اللفظي بين الرجل والمرأة، ومن الظواهر حدية التعامل بين الزوجين والأبناء، ومع الأسف اعتقدنا أننا نرعى أسرا، ولكن ظاهرة كورونا بيّنت لنا أننا لم نحسن أحيانا التعامل مع أبنائنا، وهنا أذكر أننا "زمان كنّا نقبل أيادي والدينا حتى يرضوا عنّا"، وفي ظروف جائحة كورونا، جئنا نقبّل أيادي أبنائنا حتى يرضوا عنّا، لهذا أدعو الآباء إلى أن يتعلموا الكثير من المهارات في التعامل مع المرحلة القادمة، هناك مرحلة الكترونية مقبلين عليها في التعليم، ويجب على الآباء والأمهات أن يحسنوا التعامل مع هذه التكنولوجيا.

الاضطرابات النفسية

• ما هي الأزمة النفسية التي قد تواجهها الأسرة، وتنصح بتجنّبها خلال الحظر المنزلي؟

- الاضطرابات النفسية التي تمرّ اليوم على الإنسان منها 3 أنواع، إما اضطراب في المزاج أو اضطراب في القلق أو اضطراب في الذهان، أما اضطرابات المزاج فتكون بالعاطفة والشعور، ومن يعانون اضطرابا في العاطفة تسمى هذه الحالة الاكتئات، وفي الكويت إصابة المرأة بهذه الحالة أكثر من اصابة الرجل، فواحد من كل 10 رجال يكون لديه اكتئاب، لكن النساء كل 2 من 10 نساء تعاني الاكتئاب، وخاصة الاكتئاب ما بعد الولادة، ونوضح أن الاكتئاب يختلف عن الحزن، وهي مرحلة تستمر أكثر من أسبوعين يكون شعور المصاب عدم الاستمتاع بالحياة أو الاضطراب في النوم أو الطعام، وتراوده أفكار خطيرة عن نفسه، ونفسيته تكون سيئة، وهذه العوارض كلها مؤشرات للاكتئاب، أما الحزن فأحيانا يكون نعمة، لأن الانسان قادر على أن يرى مقابل هذا الحزن اللذة في السعادة.

لذلك أول نوع من أنواع الاضطرابات هو المزاج، إما أن يكون هذا الاضطراب في الاكتئاب أو الشعور ويسمى "اضطرابا ثنائي القطب"، وهذه الحالة تجعل الشخص المصاب به يعيش صراعا بين الخمول والاكتئاب، وبين ابتهاج عال وإقبال على الحياة بسعادة كبيرة، وهذا النوع الأول من الاضطراب الذي سيظهر بعد جائحة كورونا، حيث إن جميع المؤشرات تدل على ذلك.

فتاة تترك خطيبها لإصابته بالفيروس

قال القشعان إن أغرب الحالات التي صادفته هي حالة مضحكة مبكية، حيث جاءه أحد الأشخاص وهو خاطب ومقبل على الزواج، وقد اكتشفت خطيبته أنه يعاني أعراض مرض «كورونا»، ومع الأسف طلبت منه عدم إتمام الخطبة.

وأضاف: فقلت له لعله خير، لأن الزواج هو عبارة عن مودة ورحمة، ولكن أظهر لك هذا الزواج عدم الرحمة قبل أن تبدأ.

وتابع: أقول للشباب تزوج من الفتاة التي تحبك، لأن الذي يحبك هو الذي سيضحّي لك.

أتوقّع مستقبلاً زيادة اضطرابات الوسواس القهري و«الهلاوس»

أصبحنا نقبّل أيادي أبنائنا ليَرضوا عنّا وأدعو الآباء لتعلُّم مهارات التعامل مع المرحلة القادمة
back to top