المهرجانات الفنية المصرية بين التحضيرات والتأجيل
«القاهرة» و«الجونة» و«القومي» تستعد و«الإسكندرية» و«الإسماعيلية» يترقبان
بالرغم من توقّع استمرار وجود بعض القيود في حركة السفر بين البلدان بسبب أزمة كورونا، فإن عدداً من المهرجانات السينمائية المصرية تأمل بالانعقاد فعلياً في مواعيدها، مع استمرار التحضيرات من القائمين عليها بشكل مكثف حالياً.
تعيش المهرجانات المصرية حاليا حالة من الغليان بين الاستمرار بإقامتها في مواعيدها السابقة أم إخضاعها للتأجيل بسبب كورونا، حيث تقرر إقامة مهرجان الجونة في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر المقبل، ويواصل المهرجان تلقّي طلبات المشاركة خلال الفترة الحالية، وهو ما ارتبط بعودة الحياة بشكل اعتيادي مع تطبيق الإجراءات الاحترازية في مدينة الجونة التي تستضيف المهرجان السينمائي.ويباشر فريق عمل مهرجان الجونة العمل ومتابعة التحضيرات في اجتماعات مكثفة «أون لاين» خلال الفترة الحالية، مع تزايد التأكيدات بالحرص على إقامة الدورة الرابعة من المهرجان في موعدها المعلن سلفاً، مع تقديم تسهيلات وتمديد توقيتات تلقّي المشاركات، على أن يتم الكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة كاملة في مؤتمر صحافي يُعقد أول سبتمبر المقبل في العاصمة المصرية.والأمر ذاته ينطبق على فريق عمل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي بدأ رئيسه محمد حفظي متابعة الإجراءات الخاصة باختيار الأفلام للبرامج المختلفة، في حين تعقد اجتماعات مستمرة مع المبرمجين حول الأفلام التي سيتم مشاركتها، وسط تأكيدات على تراجع الأفلام المقرر عرضها في المهرجان مقارنة بالعام الماضي.
ويقوم حفظي خلال الفترة الحالية بمتابعة الترتيبات مع المبرمجين المختلفين للاستقرار على الدولة التي ستكون ضيف شرف المهرجان بجانب بقية التفاصيل الفنية، في وقت يعتزم المفاضلة بين طريقتين للإدارة الفنية بعد استقالة الناقد أحمد شوقي من المهرجان، على خلفية الانتقادات التي تعرّض لها بسبب تدوينات سابقة عبر صفحته على «فيسبوك».ولم يحسم حفظي ما إذ كان سيتم تعيين مدير فني آخر خلفاً لشوقي، مع وجود ترشيحات عديدة لنقاد وصنّاع سينما مصريين، أم سيتم تشكيل مكتب مسؤول عن الإدارة الفنية، والتي تولاها لنحو 24 عاما الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، وهو الحل الذي يرى فيه كثيرون طريقة مناسبة لتجاوز أزمة شوقي بشكل كامل.
الأفلام المشاركة
من جهته، يعتبر مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة أحد المهرجانات التي يرغب صنّاعها في إقامة دورته المؤجلة منذ أبريل الماضي بحلول شهر اغسطس او سبتمبر المقبلين، في ظل انتهاء تحضيرات المهرجان بشكل شبه كامل، والاتفاق على الأفلام المشاركة، حيث كان يفترض انعقاده في أبريل الماضي.عصام زكريا
بدورها، ترغب د. سعاد شوقي، رئيسة المركز القومي للسينما (الجهة المنظمة للمهرجان) في إقامة الدورة التي تحمل رقم 22، ويترأسها الناقد عصام زكريا، لكن لا توجد حتى الآن مؤشرات نهائية على إقامة المهرجان، خاصة مع استمرار مراجعة الإجراءات الاحترازية وتعليمات السفر التي ستحدد بشكل كبير موعد انطلاق المهرجان.البحر المتوسط
والأمر نفسه بالنسبة لمهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط الذي تنظمه جمعية كتّاب ونقاد السينما، والمقرر إقامته في أكتوبر المقبل، حيث لم يحسم مصير المهرجان بشكل نهائي مع بدء عقد اجتماعات لترتيب إقامة المهرجان في موعده مع تقليص الفاعليات.وقرر المهرجان الاحتفاء بشكل خاص بالفنان الراحل فريد شوقي، ومنحه تكريماً استثنائياً بمناسبة مئوية ميلاده، من خلال وسام «فنان الشعب»، الذي يقدم استثنائياً، في حين يتواصل القائمون على المهرجان في الفترة الحالية لتحديد إمكان تنظيمه من عدمه، خاصة في ظل الظروف الحالية، مع إرجاء القرار النهائي حتى شهر سبتمبر.3 أشهر
أما المهرجان القومي للمسرح، الذي كان يفترض إقامة دورته الجديدة خلال شهر يوليو المقبل، فقد تقرر إرجاء الدورة ثلاثة أشهر لتقام خلال شهر أكتوبر، مع وضع ضوابط تتناسب مع الظروف الجديدة فيما يتعلق بالحضور الجماهيري لمشاهدة الأعمال المشاركة، علماً بأن قلّة الأعمال المسرحية التي تم إنتاجها خلال الفترة الماضية ستدفع نحو تراجع الأعمال المشاركة في الدورة الجديدة.السينما الفرانكوفونية
من جانبه، قرر مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكوفونية برئاسة الفنان سمير صبري إرجاء دورته الأولى التي كان مقررا إقامتها الصيف الحالي للعام المقبل في الموعد نفسه، مفضلاً عدم انعقادها في موعد لاحق من العام الحالي، تجنباً للتضارب مع مواعيد مهرجانات أخرى، فضلاً عن تراجع عدد من الرعاة الداعمين لإقامة المهرجان الوليد من داخل مصر وخارجها.شرم الشيخ
بدورهم، يتجه صنّاع مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي لاتخاذ قرار مماثل، بعدما أرجئ المهرجان من أبريل الماضي بسبب أزمة كورونا، دون تحديد موعد جديد، علماً بأن الدورة المقبلة ستقام في بداية الربيع المقبل، وسيتم استثناء السماح بمشاركة المسرحيات التي كان يفترض مشاركتها في دورة العام الحالي حال اتخاذ قرار نهائي بالإلغاء.