ظلت الأرباح التي أعلنتها الشركات المدرجة في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي محدودة خلال الربع الأول من العام الحالي، على خلفية تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، في ظل إعفاء الشركات من إعلان نتائجها ربع السنوية. ولم تقُم الشركات المدرجة في كل من الكويت والبحرين بإعلان أرباح تلك الفترة، في حين بلغ عدد الشركات التي أعلنت نتائجها المالية في الإمارات أكثر قليلاً من نسبة 50 في المئة من إجمالي 113 شركة مدرجة في كلتا البورصتين.وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، شكّلت الشركات المدرجة في السعودية وقطر وعمان الجزء الأكبر من الأرباح المسجلة خلال الربع، حيث أصدرت جميع الشركات المدرجة في تلك البورصات نتائج الربع الأول من العام الحالي. وتراجع إجمالي أرباح الشركات التي أفصحت عن نتائجها المالية بنسبة 25.8 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام، حيث بلغ 26.1 مليار دولار مقابل 35.2 مليارا في الربع الأول من عام 2019. أما من حيث الأداء على أساس ربع سنوي، فقد تراجعت الأرباح بنسبة 10 في المئة خلال الربع الأول من 2020.
وجاء تراجع الأرباح على نطاق واسع، حيث سجلت جميع البورصات الخمس انخفاضا في الأرباح خلال الربع. وجاءت الشركات السعودية في الصدارة من حيث تسجيل أعلى معدل انخفاض للأرباح من حيث القيمة المطلقة بتراجع الأرباح المسجلة بواقع 7.2 مليارات دولار، أو ما يعادل 24.3 في المئة من قيمتها على أساس سنوي، لتصل إلى 20.3 مليارا.وجاءت الشركات المدرجة في بورصتي عمان وقطر في المرتبة التالية بانخفاض بلغت نسبته 28.3 و20.4 في المئة، على التوالي. واقترب مستوى التراجع الذي شهدته أرباح الشركات المدرجة في بورصتي أبوظبي ودبي من نسبة 30 في المئة، إلا أن معظم الشركات، وخاصة الشركات العقارية الكبرى في دبي، لم تفصح بعد عن نتائجها الفصلية.أما على صعيد أداء القطاعات المختلفة، فقد جاءت أسهم قطاع الطاقة مجدداً في صدارة الشركات التي شهدت تراجعا في الأرباح، حيث تراجعت أرباحها المعلنة بقيمة 5.77 مليارات دولار، أي مسجلة تراجعا بنسبة 25.6 في المئة في أرباحها التي بلغت 16.7 مليارا خلال الربع الأول من عام 2020. وجاءت أسهم قطاع البنوك في المرتبة الثانية، بتراجع قدره 1.4 مليار دولار أو 16.5 في المئة، لتصل بذلك أرباح القطاع إلى 6.8 مليارات، في حين سجلت أسهم قطاع المواد الأساسية خسائر إجمالية قدرها 111.2 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، مقابل تسجيلها أرباحاً قدرها 1.1 مليار خلال الربع الأول من عام 2019.ويُعزى تراجع أرباح قطاع الطاقة بصفة رئيسية للانخفاض التاريخي في أسعار النفط خلال تلك الفترة المالية، حيث تراجعت أرباح "أرامكو" بمقدار 5.3 مليارات دولار على أساس سنوي، مما يعكس المسار المماثل الذي اتخذته أسعار النفط. وأعلنت حوالي 9 من أصل 13 شركة تعمل في مجال الطاقة انخفاض أرباحها على أساس سنوي خلال هذا الربع. أما بالنسبة لقطاع المواد الأساسية، فقد سجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أكبر انخفاض في الأرباح بخسائر بلغت قيمتها 253 مليون دولار خلال الربع الأول من العام، مقابل تحقيقها ربحاً قدره 908.6 ملايين دولار خلال الربع الأول من عام 2019 على خلفية انخفاض كل من كميات وأسعار المبيعات. من جهة أخرى، بلغ صافي ايرادات البنوك المدرجة خلال الربع الأول من العام الحالي أحد أدنى المستويات المسجلة بعد انخفاضه بنسبة 1.6 في المئة على أساس سنوي، ليصل إلى 6.8 مليارات دولار. ويعزى الانخفاض بصفة رئيسية إلى تراجع صافي إيرادات البنوك العمانية والإماراتية التي سجلت انخفاضات سنوي بنسبة 36.2 و33 في المئة على التوالي. وقد تراجع صافي إيرادات البنوك القطرية والسعودية بنسب أقل، وبلغ إجمالي قيمة مخصصات انخفاض القيمة خلال الربع 3.5 مليارات دولار، بزيادة قدرها 7.9 في المئة مقارنة بمستويات الربع السابق البالغة 3.2 مليارات. وتعتبر مخصصات انخفاض القيمة التي تم تسجيلها في الربع الأول من العام من أعلى المعدلات الإجمالية للدول الأربع، والتي جاءت على خلفية زيادة بنسبة 50 في المئة تقريباً في مخصصات البنوك الإماراتية، التي بلغت قيمتها 2.1 مليار دولار خلال الربع. وفي الإمارات، أعلنت 6 بنوك من أصل 12 بنكا زيادة مخصصات انخفاض القيمة خلال الربع الأول من العام، حيث أعلن بنك أبوظبي التجاري حدوث قفزة هائلة في قيمة المخصصات التي بلغت 505 ملايين دولار مقابل 182 مليون دولار خلال الربع الرابع من عام 2019. كما ارتفعت مخصصات انخفاض القيمة التي احتجزها بنك الإمارات دبي الوطني بمقدار 155 مليون دولار، لتصل الى 692 مليونا في الربع الأول من العام.أما من جهة أرباح قطاع الاتصالات، فلم تشهد تغيّرا يذكر على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الحالي، وذلك على الرغم من أن 6 من أصل 10 شركات اتصالات أعلنت تراجع أرباحها. وسجلت شركة النورس للاتصالات أعلى معدل تراجع في الأرباح خلال الربع، بانخفاض بلغت نسبته 25.7 في المئة، تبعتها شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو)، التي شهدت أعلى معدل تراجع في الأرباح من حيث القيمة المطلقة، والتي بلغت 25.7 مليونا، أو ما يعادل -21 في المئة، لتصل أرباح الشركة إلى 96.7 مليون دولار. وقد قابل تلك الانخفاضات ارتفاع أرباح شركة الاتصالات السعودية التي أعلنت زيادة بنسبة 5.9 بالمئة في أرباحها، وشركة اتصالات التي أعلنت نمو أرباحها بنسبة 93.7 في المئة على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الحالي.
اقتصاد
25% تراجع أرباح الشركات الخليجية خلال الربع الأول
29-06-2020