الانسحاب من ألمانيا أمام دونالد ترامب وبرلين تراهن على جو بايدن
• البيت الأبيض لم يطلع على معلومات عن مكافآت روسية لـ «طالبان»
• قتيل في الاحتجاجات
يطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم من وزير دفاعه مارك إسبر على خطط لسحب نحو 10 آلاف جندي متمركزين في ثاني أكبر قاعدة خارجية لـ"البنتاغون"، في خطوة ستزيد التوتر بين ضفتي "الأطلسي".
يعرض وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر اليوم على الرئيس دونالد ترامب سلسلة خيارات لسحب قسم من القوات المنتشرة في ألمانيا، بهدف إعادة نشرها في دول بشرق أوروبا وفي مقدمتها بولندا.وقال المتحدث باسم "البنتاغون" جوناثان هوفمان، إن اسبر "التقى الرئيس ترامب الأربعاء الماضي "لمناقشة وجودنا في أوروبا وسيعرض عليه الاثنين (اليوم) في البيت الأبيض خيارات تتناول الانسحاب من ألمانيا"، التي تعد ثاني أكبر قاعدة خارجية للقوات الأميركية بعد اليابان.وأفاد مسؤولان في "البنتاغون" بأن الخطة تلحظ خفض عديد القوات المنتشرة في ألمانيا إلى 25 ألف جندي، الأمر الذي أعلنه ترامب خلال استقباله الرئيس البولندي آندريه دودا في 15 يونيو، ما يعني تقليصاً بواقع نحو 9500 عنصر، موضحين أن بعض هؤلاء سيعودون إلى الولايات المتحدة وسيتم نشر القسم الآخر في شكل دائم بدول في الكتلة السوفياتية السابقة، مع نية توجيه رسالة واضحة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تجلت طموحاته العسكرية خصوصاً بضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وأورد أحد المسؤولين في "البنتاغون" أن هذا الانتشار سيستند لاتفاقات ثنائية مع الدول المعنية بمعزل عن حلف شمال الأطلسي، الذي وعد روسيا في 1997 بعدم إقامة قواعد دائمة في دول شرق أوروبا، لكن واشنطن ترى أن ضم القرم والنزاع المستمر في أوكرانيا يعفيانه من هذا الوعد.
تحسين العلاقات
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن اعتقاده بأنه ثمة " حاجة ملحة للتحرك" من أجل تحسين العلاقات المتداعية بشدة مع الولايات المتحدة، محذراً من الاعتقاد بأنها ستعود تلقائياً كما كانت في حال فشل ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل وقدوم رئيس من الحزب الديمقراطي.وقال ماس، إن العلاقات "عبر الأطلسي مهمة جداً وستظل مهمة ونحن نعمل أيضاً من أجل أن يكون لها مستقبل، لكنها على هذا النحو الذي هي عليه الآن، لم تعد تلبي التطلعات وما يعول عليه الطرفان".وعلاوة على سحب القوات، ساهم الخلافات حول الميزان التجاري ومشروع خط "نورد ستريم 2" لتوصيل الغاز الروسي، في تدهور علاقات الولايات المتحدة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي على نحو كبير.إلى ذلك، اعتبر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن أن منافسه الجمهوري ترامب خائن للجيش في حال ثبتت صحة المعلومات المنسوبة للمخابرات بأن روسيا عرضت مكافآت على حركة "طالبان" لقتل جنود أميركيين في أفغانستان، وأنه أحجم عن الرد.وقال بايدن، خلال مؤتمر مع ممثلي منظمات المجتمع المدني لدول أميركا اللاتينية، "أعتبر ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن استنتاج الاستخبارات الأميركية صدمة مرعبة، وإذا كان ترامب على علم بهذه المعلومات منذ شهور فذلك لا يمكن أن يتصوره العقل، إنها خيانة لأقدس خدمة يقوم بها جيشنا"، مضيفاً: "دونالد ترامب لم يحجم فقط عن فرض عقوبات أو اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا على هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي بل واصل حملته المحرجة باحترام فلاديمير بوتين والانتقاص من قدره الشخصي أمامه".وبعد نفي روسيا و"طالبان" نفسها، نفى البيت الأبيض أن يكون ترامب أو نائبه مايك بنس أُبلِغا بمعلومات تفيد بأنّ وحدة من الاستخبارات الروسية مرتبطة بمحاولات اغتيال في أوروبا قدمت مكافآت مالية للحركة المتطرفة، مقابل تنفيذ هجمات على الجنود الأميركيين في أفغانستان.وذكرت "نيويورك تايمز" يوم الجمعة الماضي نقلاً عن مسؤولين أنّ ترامب، وكذلك بريطانيا التي تم استهداف جنودها في هذا الإطار أيضاً، أُبلغا بهذه المعلومات لكنه لم يُجز التحرك للرد.«حياة السود»
داخلياً، أصيب أميركي برصاصة قاتلة، مساء أمس الأول، خلال تظاهرة تحت شعار "حياة السود مهمة" المناهضة للعنصرية في لويسفيل أكبر مدن ولاية كنتاكي، حيث أثار مقتل الممرضة السوداء برونا تايلور في مارس على يد الشرطة في شقتها تعاطفاً شديداً واحتجاجات اتسعت في وقت لاحق على نطاق غير مسبوق إثر وفاة جورج فلويد اختناقاً على يد الشرطي الأبيض ديريك شوفين في 25 مايو.وذكرت شرطة لويسفيل، أنها عثرت على رجل مصاب بطلق ناري وجراحه خطيرة في حديقة جيفرسون سكوير، حيث نظمت التظاهرة وحاولت إنقاذه لكن دون جدوى، مبينة أنه بعد فترة وجيزة، تم إطلاق النار على شخص آخر أمام الحديقة، التي طلب رئيس بلدية المدينة غريغ فيشر المشاركين في احتجاج مضاد الابتعاد عنها. وكشفت صحيفة "لويسفيل كوريير" عن وجود "مجموعات قومية مسلحة" كانت تهدف إلى مواجهة المتظاهرين.وبعد ساعات من حادث لويسفيل، أكدت شرطة مقاطعة تيهاما مقتل شخصين وإصابة 4 جراء إطلاق نار على مركز توزيع لشركة "ووالمارت" التجارية على أطراف مدينة ريد بلاف بشمال ولاية كاليفورنيا.وأوضحت الشرطة أن المهاجم رجل أسود يدعى لويس لاين من سكان مدينة ريدينغ وسبق أن عمل موظفاً في المركز المستهدف، وأقيل في فبراير 2019 بسبب غيابه، مشيرة إلى أنه اقتحم المركز بسيارته ثم أطلق النار على الموظفين، ولدى وصول الأمن أطلق رصاصات على الضباط، وأصيب بالنيران المضادة وتوفى متأثراً بجروحه.تمثال جاكسون
وفي إطار التظاهرات العرقية، يواجه أربعة رجال ملاحقات جزائية لمحاولتهم إسقاط تمثال الرئيس الأسبق أندرو جاكسون أمام البيت الأبيض مساء الاثنين الماضي، بعد أن تم تحديد هويتهم، استناداً لمقاطع فيديو وهم يربطون أو يشدون الحبال أو يمررون مطرقة إلى متظاهر آخر.واتهم هؤلاء الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و47 عاماً يوم الجمعة الماضي بـ"تدمير ممتلكات فدرالية"، وهي تهمة يعاقب عليها بالسجن من عام إلى عشرة أعوام.وذكر مكتب المدعي العام الفدرالي في واشنطن مايكل شيروين أنه تم توقيف أحدهم الجمعة وعرضه على قاض أمس الأول، فيما لم يتم توقيف الثلاثة الآخرين بعد، مؤكداً أن "هذه التهم بمثابة تحذير إلى جميع من يدنسون تماثيل العاصمة ومعالمها، لن يتم التسامح مع سلوككم العنيف والإجرامي".حملتا ترامب وبايدن مستوفية للتعددية
نشر الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن بيانات تتعلّق بالتعددية في فريقي حملتيهما الانتخابيتين في وقت تواجه الولايات المتحدة أزمة تتعلّق بمسألة العدالة العرقية.وذكرت شبكة "سي إن إن" نقلاً عن أحد مساعدي ترامب أن أكثر من ثلث الموظفين الدائمين في فريق حملته هم من غير البيض و53 في المئة منهم نساء.ونشر فريق حملة ترامب الأرقام الخاصة به بعد وقت قصير من خطوة فريق بايدن أمس الأول، والتي أظهرت أن 25 في المئة من كبار الموظفين الدائمين في حملته من غير البيض وأكثر من نصفهم نساء.ويأتي الكشف عن البيانات بعدما تعرّض بايدن لضغوط لنشرها خلال اجتماع عبر الإنترنت مع ممثلي السكان الأميركيين من أصول آسيوية وجزر المحيط الهادئ.