• ما منطلقاتك الأولى في عالم الأدب؟ - عشت واقعا أدبيا ثريا بكُتاب وشعراء عظام، فأنا نشأت في مدينة نابلس، التي قدمت للعالم العديد من الكاتبات الفلسطينيات الكبيرات، مثل: الشاعرة فدوى طوقان، الكاتبة القصصية باسمة حلاوة، الروائية سحر خليفة وغيرهن، وكنت طفلة ذات خيال واسع مرهفة المشاعر وُلدت وترعرعت في ظل الاحتلال، وتأثرت في صغري بسيرة الكاتبة مي زيادة وحياتها وصالونها الأدبي، ومعاناتها والظلم الذي تعرضت له، وكنت دائما أتساءل: لماذا نحن الفلسطينيين نعاني ما نعانيه؟ ولماذا نحن؟ وهل هناك أمل لنا في حياة أفضل؟ وهل هناك حياة أخرى سنعيشها تعويضا عن الظلم الواقع علينا؟ وكنت كثيرة القراءات، وبدأت أكتب عمَّا يعتمل في صدري، وكتبت أولى مجموعاتي القصصية بعنوان "أريد حذاء يتكلم"، وأتبعتها بروايتي "الرحيل إلى كوكب إسجارديا".
هموم الغير
• تنشعل كتاباتك بالهموم الحياتية والتفاصيل اليومية، إلى أي مدى ينعكس ذلك على واقعك؟- أكتب عن هموم الغير، وأعيش المعاناة تفاعلا كأنها معاناتي، وهذا تجسَّد في مجموعتي "أريد حذاء يتكلم"، التي بينت فيها أنواع الظلم الواقع على المرأة بتهميشها والحط من شأنها، كما أنني أعتبر نفسي كاتبة مهمومة بقضايا ومشاكل المجتمع بمختلف طبقاته، ولديَّ العديد من الكتابات في هذا الصدد لم تُنشر بعد.السفارة الكويتية
• كيف ترين تأثير الغربة على أعمالك؟- تأثرت بالغربة إلى حد كبير، فأنا تزوجت وسافرت مع زوجي إلى الإمارات، وعملت في السفارة الكويتية بأبوظبي، وعشت وسط جنسيات مختلفة وثقافات متنوعة، وهذا أتاح لي التنقل عبر القارات الخمس وأنا قابعة مكاني، وأشعر أنني على سفر دائم بين القارات. تعلمت من الاغتراب كيف يمكن أن تتكلم كلاما سهلا بلغة بسيطة لأكثر الناس اختلافا، حتى تنقل إليهم أعمق الأفكار وأكثرها تعقيدا. أيضا العمل في بالسفارة كان له أثر كبير في تكوين شخصيتي الدبلوماسية، والقدرة والتعامل مع مختلف الجنسيات والثقافات المتنوعة.المدينة الفاضلة
• ماذا عن روايتك "الرحيل إلى كوكب إسجارديا"؟- الرواية تسطر لمفهوم الذات والحرية، وأحداثها تسبر أغوار الذات، وتفتش عن الخلاص الذي ينشده كل فرد منها، وقلة منهم لا يتورطون في التيه والضياع قبل أن يصلوا إليه، كما تؤكد ضرورة أن تكون ما أنت خلقت لأجله، وكل منا يبحث عن مدينته الفاضلة في ذاته أولا، وبمحيطه الخارجي ثانيا.كوكب آخر
• تتحدث الرواية عن الرحيل عن الأرض، هل تقصدين فلسطين؟- رواية إسجارديا تتكلم عن الأرض التي تضيق بسكانها، فتطلب منهم الرحيل إلى كوكب آخر. وجاءت فكرة الرواية، لتعويض الظلم الواقع علينا، ومن هنا فإن ضيق الأرض بسكانها يذكرني بقصائد الشاعر محمود درويش عن الأرض. صحيح أنني لم أشر في روايتي "الرحيل إلى كوكب إسجارديا" إلى فلسطين، لكنها كانت حاضرة ومتجسِّدة في كل صفحة وبكل جملة. الأرض في قصيدة محمود درويش تضيق بالشعب الفلسطيني، فيما الأرض بروايتي اسجارديا تضيق بسكان الأرض.وطأة الاغتراب
• هل يمكن للكتابة أن تكون بديلا مجازيا للوطن؟- لا بديل للوطن، لكن الكتابة تخفف من وطاة الاغتراب والهجران، ورواية "الرحيل إلى كوكب اسجارديا" بمنزلة موسوعة ثقافية فلسفية أسطورية إنسانية، تتضمن تساؤلات ممتدة لا تتوقف عند حدود معينة عن كوامن الوجود وفلسفة الروح لتعيد صياغته مزيجا إنسانيا.مدينة السماء
• ماذا يعني اسم إسجارديا؟- استلهمت هذا الاسم من تسمية مدينة السماء، التي يحكمها الملك أودين في إحدى الأساطير القديمة لدى سكان شمال ألمانيا.• ما هو كوكب إسجارديا المقترح؟ - هو كوكب خالٍ من العنصرية والطائفية والصراعات والحروب، هو أشبه بالمدينة الفاضلة التي كان يحلم بها أفلاطون، والرواية تتكلم عن هموم الأرض، وما يعانيه الإنسان، وظلم الأرض لسكانها، فعملية البحث عن بدائل مستمرة، وما الرحيل إلى كوكب اسجارديا إلا مثال واضح عن حقيقة الرغبة بالهروب إليه، والكوكب يقع ضمن الفضاء السماوي.قيد الطباعة
• ماذا عن أحدث مشروعاتك؟- لديَّ كتاب للفتيان قيد الطباعة، ورواية ليست منشورة، ورواية قيد الكتابة.عزلة «كورونا»
• كيف تقضين فترة العزلة؟ وبماذا تنشغلين راهنا؟- أباشر عملي من المنزل، وأقضي وقتي بين القراءة والكتابة، ولدي رواية قيد الكتابة لم أستقر على اسمها بعد. الكتابة بالنسبة لي هواء نقي أتنفسه، وولادة جديدة ومتجددة، ومن دونها لا أشعر بمعنى جميل بوجودي على هذه الأرض. وأعتبر القراءة رحلة اكتسب من خلالها خبرات جديدة، فما من كتاب قراته إلا وكان نوعا من الرحلة العقلية والوجدانية.