كيف حولتم هذا العطاء إلى حفنة من الدنانير؟
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
أقل أمر كان يسع مجلس الوزراء فعله لتكريم العاملين في أزمة كورونا هو الانتظار حتى نهاية الأزمة وجلاء آثارها، فحينها يكون القرار موفقاً، أما أن تعلن عن المكافأة والأزمة قائمة ولم تنته وربما تعود وتطول فهذا موقف غير صائب نهائياً.أيام الغزو العراقي عمل شباب الكويت سبعة شهور العجائب من المقاومة المدنية والعسكرية والصمود على أرض الوطن ومواجهة المحتل ليل نهار بكل بسالة وبطولة حتى زوال الاحتلال وفرار آخر جندي من البلد، لم يفكر أبناء الوطن آنذاك وهم يديرون الكويت داخلياً ويقومون برعاية الصامدين ويواجهون الإساءة والظلم والاعتداء والخطف والقتل بمكافآت ولا ماديات، ولم يساوموا على أهلهم وديرتهم بالدينار والدرهم، فكانت بطولاتهم مفخرة سجلها التاريخ ورفعت اسم الكويت عالياً.إعلان قرار المكافأة في وسط الأزمة قتل كل المشاعر النبيلة التي دفعت العاملين لمواجهة الوباء طوعاً واحتساباً، وأفسد الرغبة بالتضحية والعطاء التي أشعلت قلوب شباب الكويت وبناتها من اليوم الأول لتحمل المواجهة الخطيرة والمميتة أحياناً ضد هذا الوباء، وبدلاً من أن تقوم الدولة باستثمار هذه المشاعر ورعاية هذا المد الوطني الأبيض والعطاء الأخلاقي الواسع ألقت الحكومة بقنبلة هوائية مدمرة حولت كل هذه الإنجازات الإنسانية الرفيعة إلى فراغ قاتل، وإلى حلبة دنيوية متهالكة للسباق على جمع حفنة من الدنانير! خدمة الناس ورعاية المجتمع من صميم مبادئ ديننا العظيم ومما ورثه الكويتيون من آبائهم وأجدادهم، وهي أمور ترتقي بها الأمم وتعلو بها الشعوب، فإذا عجزتم عن استثمار هذه المفاهيم القيمة فنرجوكم رجاء حاراً ألا تفسدوها، وتقتلوا همم ونوايا أبناء الوطن، والله الموفق.