طعون القيود... استردادٌ لإرادة الأمة
![محمد المقاطع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/21_1703694711.jpg)
فعلى سبيل المثال، لم يحدّد في تلك القيود الدائرة المنقول منها الناخب أو المنقول إليها، وتُركت دون بيان واضح بشكل يثير التساؤل والريبة والعجب، كما أنه قد تكدّس في بعض العناوين، ومنها أراض فضاء أو قسائم مهجورة، عشراتُ الناخبين ممن لا تربطهم صلة قُربى ولا صلة عائلية، وهو أيضاً ما يثير الشك والريبة، كما تكدّس على عدد كبير من العناوين أسماء عشرات الناخبين على عنوان منزل واحد، ونحن نعرف أن العنوان الواحد لا يتجاوز ناخبوه في أحسن الأحوال 15 شخصاً، فكيف يصل في البعض منها إلى 60 أو 70 ناخباً؟! حتى المتوفّون المنشورة أسماؤهم تثير التساؤل والريبة، فقد نُشر ما يقارب 6000 شخص متوفّى، مما يعني أن ذلك يمثّل في أقل تقدير 7 سنوات ماضية، وهو ما يثير التساؤل عن صحة الانتخابات الماضية، في ظل وجود هذا العدد الضخم لمتوفين وأسماؤهم مُدرجة ضمن الناخبين، وهو ما يطرح أيضاً التساؤل عن مدى وجود ناخبين متوفين حتى الآن في كشوف الناخبين، وأثر ذلك في تغيير إرادة الأمة الحقيقية بالانتخابات القادمة. ولعل الطعون الانتخابية هي فرصتنا التاريخية كمواطنين لأن تتم إعادة الأمور إلى نصابها، وذلك من قبل القضاء، لتكون تلك وسيلة حماية سجلات الناخبين من العبث، واسترداد إرادة الأمة، بجعل تلك السجلات نقية من أي عبث يشكّل سُحُب وغيوم تزوير إرادة الأمة في الانتخابات القادمة.ولا شك في أن الكويت اليوم أحوج إلى تأكيد محاربتها للفساد، وتعزيز النزاهة والشفافية، وعلى رأسها النزاهة والشفافية في العمل السياسي والممارسة الديمقراطية عبر صناديق انتخاب حُرّة غير معيبة بقيود انتخابية يشوبها عوار وخلل من الناحيتين القانونية والسياسية معاً. ونحن بانتظار الأيام القادمة التي تُحدث التغيير باتجاه إعادة إرادة الأمة المسلوبة، بسبب ما يلحق قيود الناخبين من تغيير أو عبث.