وسط تحذيرات سعودية وأميركية من مشاريعها الطائفية، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد من "المخاطرة بمستقبله ونظامه، في حال "سمح لإيران بتثبيت وجودها في الأراضي السورية وعلى الحدود".ووجه نتنياهو حديثه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الأميركي لإيران براين هوك، للأسد قائلاً: "أقول لبشار الأسد أنت تخاطر بمستقبل بلدك ونظامك". وأضاف: أن إسرائيل "لن تسمح لإيران بالوجود عسكرياً في سورية".
وخاطب نتنياهو المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي: "أقول لآية الله في طهران، إن إسرائيل ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعك من إنشاء جبهة إرهابية وعسكرية جديدة ضد إسرائيل في سورية". وأضاف: "نحن عازمون وبشكل مطلق على منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري على حدودنا المباشرة".ودعا نتنياهو وهوك أيضاً إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران والذي ينتهي في أكتوبر المقبل. وقال المبعوث الأميركي إن رفع الحظر الذي وضع كجزء من الاتفاق النووي الموقع في 2015، "سيسمح لطهران باستيراد طائرات مقاتلة وأخرى مروحية هجومية وسفن حربية وغواصات وأنظمة مدفعية من العيار الثقيل وصواريخ ذات مدى معين ويمكنها تصديرها إلى وكلائها مثل حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق والبحرين واليمن".
خطر إيران
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس على أن إيران ما زالت تشكّل خطراً كبيراً على مستقبل سورية وهويتها، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك لبعض الأطراف الدولية مصالح، فإن لإيران مشروعاً إقليمياً خطيراً للهيمنة باستخدام الميليشيات الطائفية واستثارة الحروب الأهلية المدمرة للشعوب والأوطان".وقال بن فرحان، خلال مشاركته في مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سورية والمنطقة، "الميليشيات الطائفية والجماعات الإرهابية وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يصنع الدمار والخراب ويطيل أمد الأزمات، وأن المملكة ومن هذا المنبر تؤكد أهمية محاربة جميع التنظيمات الإرهابية بأشكالها كافة".وأوضح بن فرحان أن "الأزمة تسببت بتداعيات خطيرة ومستمرة على سورية وشعبها وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم"، مؤكداً دعم المملكة الكامل لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها غير بيدرسون وكل جهود التوصل إلى حل لوقف المأساة في سورية واستئناف أعمال اللجنة الدستورية.وإذ ذكّر بأن السعودية قدمت نحو مليار و150 مليون دولار مساعدات إنسانية للسوريين، اعتبر الفرحان أن عملية إعادة الإعمار في سورية تتوقّف على البدء في عملية تسوية سياسية حقيقية تقودها الأمم المتّحدة، وأن إعادة اللاجئين والنازحين تتطلب توفّر الشروط اللازمة وفق معايير المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين.الخارجية الأميركية
وفي بيان أحيت فيه اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب وتعهدت خلاله بملاحقة المتورطين بهذه الممارسات مهما كان موقعهم، طالبت الخارجية الأميركية الأسد بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين ظلماً وتعسفاً، بمن فيهم النساء والأطفال، معربة عن إدانتها لحملات الاعتقال والتعذيب.واتهمت الخارجية الأميركية "النظام الإيراني بتوظيف مجموعة واسعة من وسائل التعذيب المعتمدة بشكل رسمي مثل الجلد، والتعمية، والرجم، والبتر وغير الرسمية مثل العنف الجنسي، لقمع ومعاقبة أفراد شعبه".قمة ثلاثية
وفي أول لقاء بين قادة "محور أستانة" منذ سبتمبر 2019، يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطورات النزاع في سورية اليوم مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني.وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عقد المؤتمر عن بعد عبر الفيديو، مشيراً إلى أن المسؤولين الثلاثة سيلقون "ثلاثة خطابات" قبل درس ملف سورية بشكل مغلق.وعلى غرار الأتراك، يعمل الروس على استقطاب عناصر من ميلشيات الحرس الثوري الإيراني و"فاطميون" و"زينبيون"، خصوصاً في دير الزور لتجنيدهم وتدريبهم وإرسالهم إلى ليبيا، مقابل رواتب مرتفعة تتجاوز 3000 دولار.وأفادت شبكات محلية بينها "دير الزور 24" بأن مراكز الشرطة العسكرية الروسية جندّت 50 مقاتلاً في ميليشيا "حزب الله" و"لواء القدس" وأرسلتهم إلى ليبيا وهم الآن يخضعون لدورة تدريب عسكري في حقل الهلال النفطي تحضيراً لفرزهم على جبهات القتال.وأوضحت مصادر أن "التنافس بين إيران وروسيا موجود وزاده انتقال الكثير من المقاتلين من صفوف النظام إلى الميليشيات الإيرانية"، مؤكدة أنه "من جهة أُخرى، تدفع روسيا وتركيا بعضهما دفعاً لدمج الملفين السوري والليبي، لتحديد المساومات بطريقة تنازل في ليبيا مقابل تنازل مقابل في سورية".من جهة ثانية، أكدت صفحات موالية للحكومة تعيين العقيد يونس علي محمد نائباً لقائد الفرقة 25 مهام خاصة العميد سهيل الحسن، وجاء تعيين يونس الذي كان مشرفاً رئيسياً على عمليات الفرقة، التي تشرف عليها وتمولها بشكل كامل روسيا، بدلاً عن العميد الركن صالح العبدالله الملقب بـ"السبع"، الذي تسلّم اللواء 16 المشَكّل حديثاً من روسيا، بحسب المصادر.السويداء ودرعا
وعلى وقع التوتر في السويداء، أفرجت القوات الحكومية عن عنصر من حركة "رجال الكرامة" ببلدة عريقة في الريف الشمالي الغربي مقابل إطلاق سراح أحد ضباط الجيش اعتقلته قوات درزية.وتشهد عريقة توتراً، بعد استقدام الفرقة 15- قوات خاصة المتمركزة في محافظة السويداء، تعزيزات عسكرية ونشر حواجز في محيط القرية والطرقات المؤدية إليها.وفي درعا، أقدم عدد من شباب بلدة صيدا، أمس الأول، على تمزيق صور للأسد، من على أحد الحواجز الحكومية احتجاجاً على وفاة أحد عناصر "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، متأثراً بجروح أُصيب بها نتيجة إطلاق النار عليه وعلى رفاقه في بلدة محجة.وفي الحسكة الخاضعة لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، نفذ أسرى تنظيم "داعش"عصياناً هو الثالث من نوعه في سجن الصناعة على أطراف حي غويران.وفيما أعلنت منظمة الطفولة (يونيسف) أمس، عن حاجتها 575 مليون دولار لمساعدة نحو 241 مليون طفل على التعلم، استضاف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مؤتمر بروكسل الرابع لدعم اللاجئين والنازحين.