روسيا عالقة في الاشتباك الصيني الهندي
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
كان سينغ يسعى أيضاً إلى كسب تطمينات مفادها أن قطع الغيار الخاصة بالمعدات الروسية التي تملكها الهند أصلاً في ترسانتها لن تتأخر بسبب الأزمات القائمة مع الصين، وكان يعني على وجه التحديد قطع الغيار الخاصة بالطائرات المقاتلة الروسية والدبابات القتالية "تي-90" لدى الجيش وغواصات البحرية. هذا الاشتباك الصيني الهندي يضع روسيا في وضع غريب، وفق تحليل جديد كتبه ياروسلاف تروفيموف وتوماس غروف في صحيفة "وول ستريت جورنال". يعترف عدد متزايد من المحللين في موسكو بأن بكين لا تكف عن فرض الضغوط، لكن يذكر التقرير أن روسيا تتخبط في تعاملها مع الصين بسبب الضغوط التي يمارسها الغرب عليها، وقد تراجعت الخيارات التي تملكها موسكو لأنها تجد صعوبة في تحسين علاقاتها مع أوروبا.خلال الأزمة الراهنة، يبدو أن روسيا لن تستفيد من أداء دور الوساطة بين الصين والهند، حيث صرّح كونستانتين كوساتشيف، مشرّع بارز ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، لوسائل الإعلام الهندية بأن روسيا يجب ألا تتدخل في الخلاف الهندي الصيني، بل من الأفضل أن تُحَلّ هذه المسائل عبر القنوات الثنائية. خلال آخر اجتماع روسي هندي صيني، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الهند والصين لا تحتاجان إلى المساعدة لحل خلافاتهما الثنائية، وقد تفضّل روسيا عدم التورط في الأزمة الراهنة، لكن يراقب الرأي العام الهندي ردود أفعال موسكو عن قرب، وتحظى روسيا بتأييد واسع في الهند نتيجة دعمها التقليدي للبلد، بما في ذلك مساعداتها خلال الحرب الهندية الباكستانية في 1971، لكن هذا الدعم يخفي موقف روسيا الحيادي خلال الحرب الصينية الهندية في 1962 لأنها تزامنت مع أزمة الصواريخ الكوبية. زادت الاضطرابات في علاقات روسيا مع الصين (كانت الروابط الوثيقة بين الاتحاد السوفياتي والهند جزءاً من العوامل التي سببت الشرخ الصيني السوفياتي)، لكنّ الحاجة إلى دعم بكين خلال أزمة الصواريخ الكوبية أجبرت موسكو على اتخاذ موقف حيادي، وخسرت الهند بذلك جزءاً مهماً من استراتيجيتها الدبلوماسية في تلك الفترة، وبعد مرور 60 سنة تقريباً تشعر نيودلهي بالقلق على الأرجح من أن يكرر التاريخ نفسه، فتميل روسيا إلى دعم الصين عبر اتخاذ موقف حيادي بكل بساطة. * راجيسواري بيلاي راجاغوبالان