لن أُحرِّض على ابن بلدي!
لم أكن يوماً من مناصري الإسلام السياسي، أو استخدام الدين في السياسة، وإن كنتُ أحترم مَنْ تكون له رؤية محافظة، وانتمائي السياسي كان دائماً مع الدولة المدنية التي أثبتت نجاحها في كل العالم، وأرى أن إحدى مصائب العرب الرئيسية هي الأصولية والطائفية والعِرقية.وأنا كذلك مؤمن بشدة بأن حركة الإخوان المسلمين، والسلفية الصحراوية، ومشروع ولاية الفقيه، هي سبب دمار العالم العربي وتراجعه، وتكالب ضباع العالم علينا؛ قتلاً وتشريداً واحتلالاً، بالإضافة إلى الأنظمة الدكتاتورية العربية بجميع أشكالها.
حركة الإخوان المسلمين الكويتية - التي تتوارى وراء العديد من المسميات - ارتكبت فظائع بحق الحياة النيابية والديمقراطية في الكويت، من خلال صفقاتها السياسية مع السُّلطة منذ نشأت في الكويت. وبلا شك، فإن النائب السابق مبارك الدويلة أحد أهم أوجه هذه الحركة البارزة وعرّابيها، والذي يتمتع بثروة كبيرة حالياً، وهو أحد رجال الأعمال البارزين في المقاولات والتطوير العقاري.كتبتُ على مدى ثلاثة عقود من الزمن الكثير من المقالات التي أنتقد فيها الدويلة وجماعته، لكنني اليوم لا أقبل أن أكون مُحرِّضاً على ابن بلدي، مهما كانت مشكلته خارجياً. ما قاله في التسجيلات - منذ أكثر من عقد من الزمان - إن صحَّ وثبت عليه، فهو خطأ، لكن مَنْ يقوم بالتحريض على مواطن خارجياً، لم يرتكب جريمة فعليّة سوى نقاش عام، فهي خطيئة بحق انتمائه ومواطنته.المحزن أن بعض الرموز الأكاديمية والإعلامية الكويتية أصبحوا صدى لوزارات إعلام عربية وإقليمية، بل إن بعضهم مجرَّد ميكرفون في يد أجهزة استخبارات في المنطقة، وهو ما يذكِّر بالتجربة اللبنانية، وما آلت إليه على جميع الصُّعد، والتي جعلتها ساحة متاحة للعب الجميع، وفي النهاية دمّروا الساحة ومَنْ يعيش فيها.