بالعربي المشرمح: «كور مخلبص!»
لا عقل ولا منطق يستطيعان أن يستوعبا هذا الكم الهائل من الأخبار المحبطة والسيئة التي تنهال علينا، وكأنها أمطار سحابة غزيرة، فالوضع لم يعد يطاق ولا نعرف الحقيقة من الإشاعات بل لا نعرف سبباً لكل ما يحدث ويقال.حين تتحدث عن قضية فساد فلا يمكن لك الحديث عن تفاصيلها إلا انهالت عليك قضايا الفساد تباعاً وفجأة لتلغي القضية التي صعقت منها، فتصعق بهذا الكم من القضايا حتى تصل إلى مرحلة عدم التفسير والتحليل ومتابعة ما حدث وسيحدث لأي من تلك القضايا، ولنا أن نلاحظ خلال هذا العام فقط كم قضية فساد انهالت على رؤوسنا الواحدة تلو الأخرى حتى أننا نسينا قضايا الفساد التي سبقت هذا العام.
وعندما تركز على أهمها وأكبرها شراسةً وحجماً فتترك البقية تنهال عليك قضايا سياسية محلية كانت أو إقليمية لتشغلك من جديد عما أردت التركيز عليه، وقبل أن تصفي عقلك لتستعيد ذاكرتك فثم أخبار جديدة ستفاجئك، حيث استجواب جاهز للمناقشة خلال يوم أو يومين أو تسريب لأشرطة وخيانات وطنية مضى عليها عقود لا نعرف أين كانت مؤسسات الدولة عنها.كل هذا الكم الهائل من الأخبار لا يمكن أن يكون مصادفة ودون تدبير وتخطيط، بل أجزم أن إدارته في قمة الذكاء والاحتراف، ولها أهداف تحققها من خلال إرباك عقولنا وتشتيتها، فتضيع الطاسة كما قيل.يعني بالعربي المشرمح:مؤسسة الفساد ليست كما نتوقع بأنها فرد أو اثنان أو عشرة، بل هي مؤسسة متكاملة الأذرع، ولها مجلس إدارة محترف وناجح لتخطي أي أزمة تمر بها هذه المؤسسة، وباعتقادي أنها فاقت بقدرتها واحترافها وقوتها مؤسسات الدولة، لتنجح في تشتيت الشعب وعدم تمكنه من التركيز على فسادها لتجعل منا «كور مخلبص»، لا نعرف أي قضية نركز عليها وأي طريق نسير فيه!