الغلول
الغلول هو أخذ المال العام وحقوق الناس بغير حق.قال تعالى: «وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». نعم عزيزي القارئ من يأخذ أموال الدولة العامة بغير حقها يأتي بها يوم القيامة يحملها على رقبته مهما كان المال صغيراً أو كبيراً، امتثالا لقوله عز وجل: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه».
فأخذ الأموال العامة في الإسلام يعتبر جرماً وذنباً كبيراً لا تنفعه التوبة والاستغفار إلا برد المال العام إلى أهله! وفي زماننا سمعنا قصصاً وحكايات وروايات ومواقف عن مسلسل سرقة المال العام من قبل الشرفاء، ولكن لم نسمع عن أحدهم قبض عليه وأدخل السجن.يحضرني موقف من السيرة عن المرأة المخزومية التي سرقت في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، فجاء قومها إلى أسامة بن زيد رضي الله عنه ليتوسط لهم عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لكي لا يقطع يدها، فلما كلمه أسامة تغير وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من شدة الغضب، وقال لأسامة بن زيد: «أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها».نعم هذا هو الإسلام لا يفرق بين شريف وضعيف كلهم سواسية أمام القانون والشرع، هذه هي العدالة، لكن للأسف ما نراه الآن في زماننا من عدم مبالاة بأخذ المال العام من حلال أو حرام، وإذا اكتُشف أمر السارق وكان شريفا فإنه يكافأ أو على الأقل يطلب منه السفر خارج البلاد والتمتع بالأموال العامة المسروقة!فيا سراق المال العام: يا ويلكم ويا سواد ليلكم، تمتعوا في ديناكم بالمال الحرام واستعدوا لملاقاة ربكم والحساب يوم الحساب.