يجد اللاعب الكويتي نفسه بعيدا عن رغبة الأندية في الاستعانة بخدماته في سوق الانتقالات "الميركاتو"، مع الاعتراف بوجود استثناءات في كل موسم.ولا تعتبر إمكانات اللاعب المحلي منقوصة عن نظيره الأجنبي، إلا أن العوائق التي تواجهه كثيرة، بداية من كونه هاويا في زمن الاحتراف، ووحيدا بين مجالس إدارات تتعامل بمنطق "إن حبتك عيني ما ضامك الدهر!".
وتتعدد الأسباب التي تفرض على اللاعب الكويتي الخروج من سباق المنافسة في الانتقالات، سواء الصيفية أو الشتوية، أو بالأحرى تضعف موقفه خصوصا فيما يخص المبالغة في الشروط المالية من قبل بعض الأندية، بما يفوق قدرة الدوري الكويتي في الكثير من الأحيان، ويجعل البحث عن محترف أجنبي أسهل بكثير.وكذلك خوف الأندية من انفراط عقد اللاعبين المحليين حال فتح الباب في هذا الاتجاه يعجل من رفض الأندية لأي طلب خروج، إلى جانب اختلاف الميول بين رغبة اللاعب وإدارة النادي، وهو ما قد يدفع للعناد وخسارة مواهب كما هو الحال مع العديد من الأسماء.
حلول منقوصة
لم تلب الحلول الموضوعة، التي تجيز للاعب الكويتي التحرر من قيوده كلاعب هاو، الطموح، حيث يجد اللاعب نفسه في سباق غير متكافئ مع اللاعبين المحترفين حال فكر في العودة إلى المنافسات المحلية.وكان الاتحاد الكويتي في عهد الشيخ طلال الفهد أصدر قرارا يقضي بمعاملة اللاعب الكويتي الخارج عن طوع ناديه بأنه لاعب محترف حال فكر في العودة للدوري المحلي، وهو أمر معمول به حتى الآن.وكذلك لا تتجاوز العقود التي وقعتها الأندية مع اللاعبين المحليين للدخول في عصر الاحتراف كونها تخدم الأندية، من أجل تجاوز عقبات الاتحادات القارية لضمان المشاركات الخارجية.مبالغ مجزية
وبنظرة سريعة على القيمة المالية التي جنتها بعض الأندية جراء بعض الصفقات، نجد فائدة كبيرة عادت عليها، وسط اتفاقات منحت الأندية القيمة المالية الأكبر في الصفقات، على أن تقتصر الفائدة العائدة على اللاعب على الترضيات من فريقه الجديد، أو من بعض الشخصيات.وعلى سبيل المثال حصل خيطان على 40 الف دينار نظير انتقال عمر الحبيتر إلى كاظمة، وبزيادة 20 ألفا استفاد الساحل من رحيل شبيب الخالدي لنفس الفريق، الأمر الذي مكن الناديين من تعويض رحيل اللاعبين، ووفر سيولة نقدية أيضا سواء لخيطان أو كاظمة.وكذلك استفاد الجهراء من مبلغ كبير من انتقال فيصل زايد إلى الكويت، في حين نجح لاعب القادسية السابق أحمد الزنكي في الانتفاع بمفرده بمبلغ انتقاله إلى الكويت، بعد أن خلت قائمة الأصفر منه لينقل وقتها للشباب كلاعب حر.أطر صحيحة
ويقول رئيس نادي النصر خالد الشريدة ان التعامل في ملف اللاعب المحلي ورغبته في الانتقال يتطلب حذرا شديدا، خصوصا ان إدارات الأندية تتحرك وفق آلية تشمل جميع اللاعبين.وأضاف الشريدة ان مصلحة اللاعبين مقدرة، لكن وفق اطر صحيحة تضمن حقوق الجميع، مشيرا إلى ان ناديه لم يمانع في انتقال العديد من اللاعبين المهمين خلال السنوات الماضية، حفاظا على مستقبلهم، ورغبة في الاستفادة منهم حال عودتهم.احتراف حقيقي
من جانبه، أكد رئيس نادي السالمية الشيخ تركي اليوسف انه ضد الوقوف أمام مصلحة اللاعب حال حصل على فرصة احتراف حقيقية، بما يعني تحقيق الفائدة الفنية والمالية.وأضاف اليوسف: "كذلك فإن للنادي الحق في الاستفادة من المواهب التي تنشأ داخل جدرانه، مع منحهم كل الاهتمام والتقدير".اللاعب يستحق الأفضل
من جانبه، أكد الحارس الدولي السابق شهاب كنكوني ان اللاعب الكويتي يستحق الأفضل على مستوى الحصول على فرص الانتقال، خصوصا ان المردود داخل الأندية الكويتية لا يناسب حجم الجهد المبذول من اللاعبين.وقال كنكوني انه سعى في فترات من مشواره مع البرتقالي الى خوض تجارب أخرى، مضيفا أن هذا الأمر عاد عليه بالنفع على مستويات كثيرة سواء فنية أو مادية، وشدد على أهمية أن يكون اللاعب محل تقدير في ناديه، وأن يحق له تقرير مصيره بعد خدمة سنوات محددة.الاحتراف الحل
بدوره، يرى لاعب الصليبيخات بدر المطيري ان الاحتراف بمعناه الحقيقي هو الحل، لوضع آليه صحيحة لانتقال اللاعبين.وقال المطيري، وهو هداف دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، إن خروج اللاعب من عباءة ناديه أمر ليس بالسهل، حتى لو اتبع أساليب غير شرعية، وخاض تجربة احتراف وهمية للحصول على بطاقته الدولية.وأشار الى ان الحصول على البطاقة الدولية ليس حلا سحريا، بل يزيد الأمور تعقيدا في بعض المرات، حيث يجد اللاعب نفسه مجبرا لعرض نفسه كلاعب محترف، وهو أمر لا تتقبله الأندية بسهولة.وأشاد بتعامل بعض الأندية مع اللاعب المحلي، بمنحه التقدير اللازم، والسماح له بالانتقال حال وصول ما يفيد مستقبله، مؤكدا ان نادي الصليبيخات لم يقصر في هذا الأمر، وسمح له بالخروج في مناسبتين خلال 8 مواسم قضاها مع النادي.