منافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإرساء السلام في البلقان
![ذي ناشيونال](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1605552682012089900/1605552682000/1280x960.jpg)
لكن أُعيقت قمة واشنطن في 27 يونيو لأن ثاتشي اتُّهِم بارتكاب جرائم حرب من جانب محكمة مدعومة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في لاهاي.قد تتعلق هذه التحركات بحسابات استراتيجية أخرى، وربما يهدف تجدد الالتزام الأميركي بهذا الملف إلى التصدي لجهود الصين وروسيا الرامية إلى توسيع نفوذهما في البلقان، وفي المقابل يبقى نفوذ الاتحاد الأوروبي أضعف مما يتمناه. لم ينجح الاتحاد الأوروبي في تسهيل مسار "تطبيع" العلاقات تدريجاً بين صربيا وكوسوفو رغم إطلاق محاولات متكررة طوال سنوات، وفي غضون ذلك، لم تعد صربيا وكوسوفو تثقان بوعود الاتحاد حول انتسابهما إليه يوماً، فبدأت محاولات صربيا الشاقة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ ست سنوات تنهار، ولم تحصل كوسوفو بعد على الحق بالدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي بلا تأشيرة مع أنها تلبّي المعايير المطلوبة.اليوم، لا أحد يعرف ما يستطيع الاتحاد الأوروبي فعله لعقد صفقة ناجحة بين الطرفين، فمنذ سنتين، تناقش ثاتشي وفوتشيك حول صفقة تبادل الأراضي لإنهاء عقود من النزاع أخيراً، فقد عبّرت إدارة ترامب عن استعدادها لتقييم هذه الفكرة، لكن عارضها عدد من القادة الأوروبيين، على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إذ يظن هذا المعكسر أن إعادة ترسيم الحدود بهذه الطريقة قد تجعل الانقسامات الإثنية ظاهرة طبيعية، وكذلك تخشى أوروبا أن يصبح تبادل الأراضي نموذجاً شائعاً يزعزع استقرار المنطقة ككل.فما الحل البديل إذاً؟ لقد طالت مدة الاضطرابات بين صربيا وكوسوفو أكثر من اللزوم، فبعد تفكك يوغوسلافيا في عام 1991، أطلق حلف الناتو حملة قصف على صربيا لمنع ما اعتبره تطهيراً عرقياً ضد المسلمين الألبان من كوسوفو، وانتهت الحرب في يونيو 1999 وأعلنت كوسوفو التي كانت مقاطعة مستقلة من صربيا استقلالها في عام 2008، ثم بدأت أزمة صعبة مع صربيا التي رفضت الاعتراف بدولة كوسوفو.لم تنجح المفاوضات التي أدى فيها الاتحاد الأوروبي دور الوساطة ودامت تسع سنوات بدءاً من 2011 في كسر الجمود، لو تقرّب البلدان من الاتحاد واندمجا معه، لكانت الحدود الوطنية ستخسر أهميتها، ويبدو هذا الحل ممكناً في المرحلة المقبلة، لكن يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي حاسماً في مواقفه لتحقيق هذا الهدف.* راشمي لول* «ناشيونال»